أن يتأمّل ما الذي يدرك (٨٦) ـ أمزاج أو شيء غير المزاج؟ ـ فإن كان المدرك غير المزاج ـ حتى يكون (٨٧) إنما يدرك المزاج شيء غير (٨٨) المزاج ـ فهو المطلوب ؛ وإن كان المدرك هو نفس المزاج : فإما المزاج الذي بطل ، [وامّا المزاج الذي حدث ؛ ومحال أن يكون] (٨٩) ما بطل مدركا ؛ والمزاج الذي حدث هو المزاج الذي وقع إليه الاستحالة ـ استحالة زمانيّة وإدراكه آنيّ ـ فإذا إنما يدرك لا من حيث ما يستحيل (٩٠) بل من حيث وقعت إليه الاستحالة في زمان مضى ، ومن حيث حصل هو في آن أو في زمان حصولا غير مستحيل ؛ فليس إنما يدرك من حيث يستحيل.
(١٥) والعجب قوله : «لم قال : إن المزاج المستحيل هو مزاج ذلك العضو؟» فلعلّه يظنّ أن المزاج إذا استحال ففي العضو مزاجه الأصلي والمزاج الطاري معا!
هذا لا يمكن ، بل في حال الاستحالة يكون المزاج ما وقع إليه الاستحالة ، فإن أفرط أهلك.
(١٦) فقوله : «لست أفهم كيف يكون المزاج المستحيل مزاج ذلك العضو» عجيب (٩١) ؛ كأنه قد شكّ في أن (٩٢) ذلك المزاج لذلك العضو ، وحسب أن المزاج الطبيعي يوجد مع المستحيل حتى يكون أحدهما مزاج العضو والآخر مزاج (٩٣) غيره ؛ بل يجب أن يعلم إن المزاج دائما واحد (٩٤) إما طبيعي وإما مستحيل ؛ [وإنه إن كان المزاج] (٩٥) هو الذي يدرك فهو المزاج المستحيل ويدرك نفسه ، فيكون في حال المزاج الطبيعي لا مدرك (٩٦) البتّة ، لأنه لا يدرك ذاته ولا يبقى عند المزاج الغريب حتى يدركه ؛ إنما المدرك [٤ آ] والمدرك هو المستحيل فقط. ثم يلزم بعد ذلك ما يلزم مما شرح.
__________________
(٨٦) ل : الذي يدركه.
(٨٧) «يكون» ساقط من عش
(٨٨) م ، د : عن المزاج.
(٨٩) م مخروق.
(٩٠) عشه : حيث يستحيل.
(٩١) عشه ، ل : عجب.
(٩٢) «أن» ساقط من عشه.
(٩٣) «مزاج» ساقط من عشه.
(٩٤) عشه ، ل : المزاج قائم واحد. ى : المزاج ثم واحد.
(٩٥) عشه ، ل ، ى : فإنه إن كان مزاج.
(٩٦) عشه ، ل : لا يدرك.