إن كان شيئان وليس وجود أحدهما من الآخر ، بل وجوده له من نفسه أو من شيء ثالث ، لكن وجود الثاني من هذا الأول ، [فله من الأول] (٢٦٥) وجوب الوجود الذي ليس له من ذاته ، بل له من ذاته الإمكان على تجويز من أن يكون [ذلك الأول مهما وجد] (٢٦٦) لزم وجوده أن يكون علة لوجوب وجود هذا الثاني ، فإن الأول يكون متقدما بالوجود لهذا الثاني.
مثاله تحريك اليد للمفتاح ـ وإن كان معا في الزمان ـ وإذا وجدت العلة وجب وجود المعلول.
فإذن وجود كل معلول واجب مع وجود (٢٦٧) علته ، ووجود علته واجب عنه وجود المعلول ، وهما معا في الزمان أو الدهر أو غير ذلك ، ولكن ليسا معا بالقياس إلى حصول الوجود. وذلك لأن (٢٦٨) وجود ذلك لم يحصل من هذا ، فذلك له حصول وجود ليس من حصول وجود هذا ، ولهذا حصول وجود هو (٢٦٩) من حصول وجود ذلك ، فذلك أقدم بالقياس إلى حصول الوجود.
(٨١١) كل ما ليس موجودا ولا له قوة على أن يوجد ، فإنه مستحيل الوجود ؛ والشيء الذي هو ممكن أن يكون فهو ممكن أن لا يكون ؛ وإلا كان واجبا [٧٥ آ] أن يكون ؛ والممكن أن يكون لا يخلو إما أن يكون شيئا إذا وجد كان قائما بنفسه حتى يكون إمكان وجوده (٢٧٠) يمكن أن يكون قائما مجردا ، أو يكون إذا كان موجودا وجد في غيره.
فإن كان الممكن بمعنى أنه يمكن أن يكون شيئا في غيره ، فإن كان إمكان وجوده أيضا في ذلك الغير ، فيجب أن يكون ذلك الغير موجودا مع
__________________
(٢٦٥) لر : يلزم الأول.
(٢٦٦) لر : كذلك الأول منهما يوجد.
(٢٦٧) ب : وجوده. (٢٦٨) لر : ان.
(٢٦٩) «هو» ساقطة من لر.
(٢٧٠) الشفاء+ هو انه.
__________________
(٨١١) الفقرتان مأخوذتان من الشفاء : الإلهيات ، م ٤ ، ف ٢ ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨ ملخصا.