لَكَ جَمَالُه ـ ويُنْفَى عَنْكَ وَبَالُه ـ فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ ولَا تَبْقَى لَه.
واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّكَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلآخِرَةِ لَا لِلدُّنْيَا ـ ولِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ ولِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ ـ وأَنَّكَ فِي قُلْعَةٍ (٣٦٦٧) ودَارِ بُلْغَةٍ (٣٦٦٨) ـ وطَرِيقٍ إِلَى الآخِرَةِ ـ وأَنَّكَ طَرِيدُ الْمَوْتِ الَّذِي لَا يَنْجُو مِنْه هَارِبُه ـ ولَا يَفُوتُه طَالِبُه ولَا بُدَّ أَنَّه مُدْرِكُه فَكُنْ مِنْه عَلَى حَذَرِ أَنْ يُدْرِكَكَ وأَنْتَ عَلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ ـ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ ـ فَيَحُولَ بَيْنَكَ وبَيْنَ ذَلِكَ ـ فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ.
ذكر الموت
يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ وذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْه ـ وتُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْه ـ حَتَّى يَأْتِيَكَ وقَدْ أَخَذْتَ مِنْه حِذْرَكَ (٣٦٦٩) ـ وشَدَدْتَ لَه أَزْرَكَ (٣٦٧٠) ـ ولَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ (٣٦٧١) ـ وإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ (٣٦٧٢) أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا ـ وتَكَالُبِهِمْ (٣٦٧٣) عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّه عَنْهَا ـ ونَعَتْ (٣٦٧٤) هِيَ لَكَ عَنْ نَفْسِهَا وتَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا ـ فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ (٣٦٧٥) ـ يَهِرُّ (٣٦٧٦) بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ويَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا ـ ويَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا ـ نَعَمٌ (٣٦٧٧) مُعَقَّلَةٌ (٣٦٧٨) وأُخْرَى مُهْمَلَةٌ ـ قَدْ أَضَلَّتْ (٣٦٧٩) عُقُولَهَا ورَكِبَتْ مَجْهُولَهَا (٣٦٨٠) ـ سُرُوحُ (٣٦٨١) عَاهَةٍ (٣٦٨٢) بِوَادٍ وَعْثٍ (٣٦٨٣)،