وبُؤْسَى (٣٤٨٤) لِمَنْ خَصْمُه عِنْدَ اللَّه الْفُقَرَاءُ والْمَسَاكِينُ ـ والسَّائِلُونَ والْمَدْفُوعُونَ والْغَارِمُونَ وابْنُ السَّبِيلِ ـ ومَنِ اسْتَهَانَ بِالأَمَانَةِ ورَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ ـ ولَمْ يُنَزِّه نَفْسَه ودِينَه عَنْهَا ـ فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِه الذُّلَّ والْخِزْيَ (٣٤٨٥) فِي الدُّنْيَا ـ وهُوَ فِي الآخِرَةِ أَذَلُّ وأَخْزَى ـ وإِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الأُمَّةِ ـ وأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الأَئِمَّةِ والسَّلَامُ.
٢٧ ـ ومن عهد له عليهالسلام
إلى محمد بن أبي بكر رضياللهعنه ـ حين قلده مصر
فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ ـ وابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وآسِ (٣٤٨٦) بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ والنَّظْرَةِ ـ حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ (٣٤٨٧) ـ ولَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ ـ فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِه ـ عَنِ الصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ والْكَبِيرَةِ والظَّاهِرَةِ والْمَسْتُورَةِ ـ فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ أَظْلَمُ وإِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ.
واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّه ـ أَنَّ الْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْيَا وآجِلِ الآخِرَةِ ـ فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ ـ ولَمْ يُشَارِكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ ـ سَكَنُوا الدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ وأَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ ـ فَحَظُوا مِنَ الدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِه الْمُتْرَفُونَ (٣٤٨٨) ـ وأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَه الْجَبَابِرَةُ الْمُتَكَبِّرُونَ ـ ثُمَّ انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ والْمَتْجَرِ الرَّابِحِ ـ أَصَابُوا لَذَّةَ زُهْدِ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ ـ وتَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ