وأَمْنُ فَزَعِ جَأْشِكُمْ (٢٧٩٣) وضِيَاءُ سَوَادِ ظُلْمَتِكُمْ فَاجْعَلُوا طَاعَةَ اللَّه شِعَاراً (٢٧٩٤) دُونَ دِثَارِكُمْ (٢٧٩٥) ـ ودَخِيلًا دُونَ شِعَارِكُمْ ولَطِيفاً بَيْنَ أَضْلَاعِكُمْ ـ وأَمِيراً فَوْقَ أُمُورِكُمْ ومَنْهَلًا (٢٧٩٦) لِحِينِ وُرُودِكُمْ ـ وشَفِيعاً لِدَرَكِ (٢٧٩٧) طَلِبَتِكُمْ (٢٧٩٨) وجُنَّةً (٢٧٩٩) لِيَوْمِ فَزَعِكُمْ ـ ومَصَابِيحَ لِبُطُونِ قُبُورِكُمْ ـ وسَكَناً لِطُولِ وَحْشَتِكُمْ ونَفَساً لِكَرْبِ مَوَاطِنِكُمْ ـ فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّه حِرْزٌ مِنْ مَتَالِفَ مُكْتَنِفَةٍ ـ ومَخَاوِفَ مُتَوَقَّعَةٍ وأُوَارِ (٢٨٠٠) نِيرَانٍ مُوقَدَةٍ ـ فَمَنْ أَخَذَ بِالتَّقْوَى عَزَبَتْ (٢٨٠١) عَنْه الشَّدَائِدُ بَعْدَ دُنُوِّهَا ـ واحْلَوْلَتْ لَه الأُمُورُ بَعْدَ مَرَارَتِهَا ـ وانْفَرَجَتْ عَنْه الأَمْوَاجُ بَعْدَ تَرَاكُمِهَا ـ وأَسْهَلَتْ لَه الصِّعَابُ بَعْدَ إِنْصَابِهَا (٢٨٠٢) ـ وهَطَلَتْ عَلَيْه الْكَرَامَةُ بَعْدَ قُحُوطِهَا ـ. وتَحَدَّبَتْ (٢٨٠٣) عَلَيْه الرَّحْمَةُ بَعْدَ نُفُورِهَا ـ وتَفَجَّرَتْ عَلَيْه النِّعَمُ بَعْدَ نُضُوبِهَا (٢٨٠٤) ـ ووَبَلَتْ عَلَيْه الْبَرَكَةُ بَعْدَ إِرْذَاذِهَا (٢٨٠٥).
فَاتَّقُوا اللَّه الَّذِي نَفَعَكُمْ بِمَوْعِظَتِه ـ ووَعَظَكُمْ بِرِسَالَتِه وامْتَنَّ عَلَيْكُمْ بِنِعْمَتِه ـ فَعَبِّدُوا أَنْفُسَكُمْ لِعِبَادَتِه ـ واخْرُجُوا إِلَيْه مِنْ حَقِّ طَاعَتِه.
فضل الإسلام
ثُمَّ إِنَّ هَذَا الإِسْلَامَ دِينُ اللَّه الَّذِي اصْطَفَاه لِنَفْسِه ـ واصْطَنَعَه عَلَى عَيْنِه وأَصْفَاه (٢٨٠٦) خِيَرَةَ خَلْقِه ـ وأَقَامَ دَعَائِمَه عَلَى مَحَبَّتِه ـ أَذَلَّ الأَدْيَانَ