عَلَا بِهَا ذِكْرُه وامْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُه ـ أَرْسَلَه بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ومَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ ودَعْوَةٍ مُتَلَافِيَةٍ (١٩٩٥) ـ أَظْهَرَ بِه الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ ـ وقَمَعَ بِه الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ ـ وبَيَّنَ بِه الأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ (١٩٩٦) ـ فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دَيْناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُه ـ وتَنْفَصِمْ عُرْوَتُه وتَعْظُمْ كَبْوَتُه (١٩٩٧) ـ ويَكُنْ مَآبُه (١٩٩٨) إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ والْعَذَابِ الْوَبِيلِ.
وأَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّه تَوَكُّلَ الإِنَابَةِ (١٩٩٩) إِلَيْه ـ وأَسْتَرْشِدُه السَّبِيلَ الْمُؤَدِّيَةَ إِلَى جَنَّتِه ـ الْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِه.
النصح بالتقوى
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّه بِتَقْوَى اللَّه وطَاعَتِه ـ فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً والْمَنْجَاةُ أَبَداً ـ رَهَّبَ فَأَبْلَغَ ورَغَّبَ فَأَسْبَغَ (٢٠٠٠) ـ ووَصَفَ لَكُمُ الدُّنْيَا وانْقِطَاعَهَا ـ وزَوَالَهَا وانْتِقَالَهَا ـ فَأَعْرِضُوا عَمَّا يُعْجِبُكُمْ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا ـ أَقْرَبُ دَارٍ مِنْ سَخَطِ اللَّه وأَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّه ـ فَغُضُّوا عَنْكُمْ عِبَادَ اللَّه غُمُومَهَا وأَشْغَالَهَا ـ لِمَا قَدْ أَيْقَنْتُمْ بِه مِنْ فِرَاقِهَا وتَصَرُّفِ حَالَاتِهَا ـ فَاحْذَرُوهَا حَذَرَ الشَّفِيقِ النَّاصِحِ (٢٠٠١) والْمُجِدِّ الْكَادِحِ (٢٠٠٢) ـ واعْتَبِرُوا بِمَا قَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ مَصَارِعِ الْقُرُونِ قَبْلَكُمْ ـ قَدْ تَزَايَلَتْ أَوْصَالُهُمْ (٢٠٠٣) ـ وزَالَتْ أَبْصَارُهُمْ وأَسْمَاعُهُمْ ـ وذَهَبَ شَرَفُهُمْ وعِزُّهُمْ ـ وانْقَطَعَ سُرُورُهُمْ ونَعِيمُهُمْ ـ فَبُدِّلُوا بِقُرْبِ