بِنَبِيِّه ـ والْمُقْتَصُّ لأَثَرِه ـ قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً (١٩٧٣) ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً ـ أَهْضَمُ (١٩٧٤) أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً (١٩٧٥) ـ وأَخْمَصُهُمْ (١٩٧٦) مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً ـ عُرِضَتْ عَلَيْه الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ـ وعَلِمَ أَنَّ اللَّه سُبْحَانَه أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَه ـ وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَه وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَه ـ ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللَّه ورَسُولُه ـ وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ اللَّه ورَسُولُه ـ لَكَفَى بِه شِقَاقاً لِلَّه ومُحَادَّةً (١٩٧٧) عَنْ أَمْرِ اللَّه ـ ولَقَدْ كَانَ صلىاللهعليهوآله يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ ـ ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ ويَخْصِفُ (١٩٧٨) بِيَدِه نَعْلَه ـ ويَرْقَعُ بِيَدِه ثَوْبَه ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ (١٩٧٩) ـ ويُرْدِفُ (١٩٨٠) خَلْفَه ـ ويَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِه فَتَكُونُ فِيه التَّصَاوِيرُ فَيَقُولُ ـ يَا فُلَانَةُ لإِحْدَى أَزْوَاجِه غَيِّبِيه عَنِّي ـ فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْه ذَكَرْتُ الدُّنْيَا وزَخَارِفَهَا ـ فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِه وأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِه ـ وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِه ـ لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً (١٩٨١) ولَا يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً ـ ولَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ ـ وأَشْخَصَهَا (١٩٨٢) عَنِ الْقَلْبِ وغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ ـ وكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْه ـ وأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَه.
ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله ـ مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وعُيُوبِهَا ـ إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِه (١٩٨٣) ـ وزُوِيَتْ عَنْه (١٩٨٤) زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِه (١٩٨٥) ـ فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِه ـ أَكْرَمَ