وتَبَلَّغَتْ (١٩١٠) بِمَا اكْتَسَبَتْه مِنَ الْمَعَاشِ فِي ظُلَمِ لَيَالِيهَا ـ فَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لَهَا نَهَاراً ومَعَاشاً ـ والنَّهَارَ سَكَناً وقَرَاراً ـ وجَعَلَ لَهَا أَجْنِحَةً مِنْ لَحْمِهَا ـ تَعْرُجُ بِهَا عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَى الطَّيَرَانِ ـ كَأَنَّهَا شَظَايَا الآذَانِ (١٩١١) غَيْرَ ذَوَاتِ رِيشٍ ولَا قَصَبٍ (١٩١٢) ـ إِلَّا أَنَّكَ تَرَى مَوَاضِعَ الْعُرُوقِ بَيِّنَةً أَعْلَاماً (١٩١٣) ـ لَهَا جَنَاحَانِ لَمَّا يَرِقَّا فَيَنْشَقَّا ولَمْ يَغْلُظَا فَيَثْقُلَا ـ تَطِيرُ ووَلَدُهَا لَاصِقٌ بِهَا لَاجِئٌ إِلَيْهَا ـ يَقَعُ إِذَا وَقَعَتْ ويَرْتَفِعُ إِذَا ارْتَفَعَتْ ـ لَا يُفَارِقُهَا حَتَّى تَشْتَدَّ أَرْكَانُه ـ ويَحْمِلَه لِلنُّهُوضِ جَنَاحُه ـ ويَعْرِفَ مَذَاهِبَ عَيْشِه ومَصَالِحَ نَفْسِه ـ فَسُبْحَانَ الْبَارِئِ لِكُلِّ شَيْءٍ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ خَلَا مِنْ غَيْرِه (١٩١٤)!
١٥٦ ـ ومن كلام له عليهالسلام
خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم
فَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذَلِكَ ـ أَنْ يَعْتَقِلَ نَفْسَه عَلَى اللَّه عَزَّ وجَلَّ فَلْيَفْعَلْ ـ فَإِنْ أَطَعْتُمُونِي ـ فَإِنِّي حَامِلُكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه عَلَى سَبِيلِ الْجَنَّةِ ـ وإِنْ كَانَ ذَا مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ ومَذَاقَةٍ مَرِيرَةٍ.
وأَمَّا فُلَانَةُ فَأَدْرَكَهَا رَأْيُ النِّسَاءِ ـ وضِغْنٌ غَلَا فِي صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ (١٩١٥) الْقَيْنِ (١٩١٦) ـ ولَوْ دُعِيَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَيْرِي مَا أَتَتْ إِلَيَّ لَمْ تَفْعَلْ ـ ولَهَا بَعْدُ حُرْمَتُهَا الأُولَى والْحِسَابُ عَلَى اللَّه تَعَالَى.