لِكُلِّ خَفِيَّةٍ ـ والْحَاضِرُ لِكُلِّ سَرِيرَةٍ ـ الْعَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ ـ ومَا تَخُونُ الْعُيُونُ ـ ونَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه غَيْرُه ـ وأَنَّ مُحَمَّداً نَجِيبُه وبَعِيثُه (١٧٢٣) ـ شَهَادَةً يُوَافِقُ فِيهَا السِّرُّ الإِعْلَانَ والْقَلْبُ اللِّسَانَ.
عظة الناس
ومنها : فَإِنَّه واللَّه الْجِدُّ لَا اللَّعِبُ ـ والْحَقُّ لَا الْكَذِبُ ـ ومَا هُوَ إِلَّا الْمَوْتُ أَسْمَعَ دَاعِيه (١٧٢٤) ـ وأَعْجَلَ حَادِيه (١٧٢٥) ـ فَلَا يَغُرَّنَّكَ سَوَادُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ ـ وقَدْ رَأَيْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ ـ مِمَّنْ جَمَعَ الْمَالَ وحَذِرَ الإِقْلَالَ ـ وأَمِنَ الْعَوَاقِبَ طُولَ أَمَلٍ واسْتِبْعَادَ أَجَلٍ ـ كَيْفَ نَزَلَ بِه الْمَوْتُ فَأَزْعَجَه عَنْ وَطَنِه ـ وأَخَذَه مِنْ مَأْمَنِه ـ مَحْمُولًا عَلَى أَعْوَادِ الْمَنَايَا ـ يَتَعَاطَى بِه الرِّجَالُ الرِّجَالَ ـ حَمْلًا عَلَى الْمَنَاكِبِ ـ وإِمْسَاكاً بِالأَنَامِلِ ـ أَمَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَأْمُلُونَ بَعِيداً ـ ويَبْنُونَ مَشِيداً ويَجْمَعُونَ كَثِيراً ـ كَيْفَ أَصْبَحَتْ بُيُوتُهُمْ قُبُوراً ـ ومَا جَمَعُوا بُوراً ـ وصَارَتْ أَمْوَالُهُمْ لِلْوَارِثِينَ ـ وأَزْوَاجُهُمْ لِقَوْمٍ آخَرِينَ ـ لَا فِي حَسَنَةٍ يَزِيدُونَ ـ ولَا مِنْ سَيِّئَةٍ يَسْتَعْتِبُونَ ـ فَمَنْ أَشْعَرَ التَّقْوَى قَلْبَه بَرَّزَ مَهَلُه (١٧٢٦) ـ وفَازَ عَمَلُه فَاهْتَبِلُوا (١٧٢٧) هَبَلَهَا ـ واعْمَلُوا لِلْجَنَّةِ عَمَلَهَا ـ فَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دَارَ مُقَامٍ ـ بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً ـ لِتَزَوَّدُوا مِنْهَا الأَعْمَالَ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ ـ فَكُونُوا مِنْهَا عَلَى أَوْفَازٍ (١٧٢٨) ـ وقَرِّبُوا الظُّهُورَ (١٧٢٩) لِلزِّيَالِ (١٧٣٠).