يَفُوتُه مَنْ هَرَبَ ـ فَأُقْسِمُ بِاللَّه يَا بَنِي أُمَيَّةَ عَمَّا قَلِيلٍ ـ لَتَعْرِفُنَّهَا فِي أَيْدِي غَيْرِكُمْ ـ وفِي دَارِ عَدُوِّكُمْ أَلَا إِنَّ أَبْصَرَ الأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي الْخَيْرِ طَرْفُه ـ أَلَا إِنَّ أَسْمَعَ الأَسْمَاعِ مَا وَعَى التَّذْكِيرَ وقَبِلَه.
وعظ الناس
أَيُّهَا النَّاسُ ـ اسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ وامْتَاحُوا (١٣٩١) مِنْ صَفْوِ عَيْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ (١٣٩٢) مِنَ الْكَدَرِ.
عِبَادَ اللَّه لَا تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ ـ ولَا تَنْقَادُوا لأَهْوَائِكُمْ فَإِنَّ النَّازِلَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ (١٣٩٣) ـ يَنْقُلُ الرَّدَى (١٣٩٤) عَلَى ظَهْرِه مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ ـ لِرَأْيٍ يُحْدِثُه بَعْدَ رَأْيٍ ـ يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لَا يَلْتَصِقُ ـ ويُقَرِّبَ مَا لَا يَتَقَارَبُ ـ فَاللَّه اللَّه أَنْ تَشْكُوا إِلَى مَنْ لَا يُشْكِي (١٣٩٥) شَجْوَكُمْ (١٣٩٦) ـ ولَا يَنْقُضُ بِرَأْيِه مَا قَدْ أَبْرَمَ لَكُمْ ـ إِنَّه لَيْسَ عَلَى الإِمَامِ إِلَّا مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّه ـ الإِبْلَاغُ فِي الْمَوْعِظَةِ ـ والِاجْتِهَادُ فِي النَّصِيحَةِ ـ والإِحْيَاءُ لِلسُّنَّةِ ـ وإِقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا ـ وإِصْدَارُ السُّهْمَانِ (١٣٩٧) عَلَى أَهْلِهَا ـ فَبَادِرُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِ تَصْوِيحِ (١٣٩٨) نَبْتِه ـ ومِنْ قَبْلِ أَنْ تُشْغَلُوا بِأَنْفُسِكُمْ ـ عَنْ مُسْتَثَارِ (١٣٩٩) الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِه ـ وانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وتَنَاهَوْا عَنْه ـ فَإِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالنَّهْيِ بَعْدَ التَّنَاهِي!