وقد يكون معناها «غلب» أي : غلب في إقامة الحجّة وإظهار البراعة وحدّة الذّكاء في تقديمها ، مثل : «زعم سمير أنّ زيدا غائب فحجّيته وأعلمته أنّه حاضر».
وتأتي «حجا» بمعنى «قصد» ، مثل : «حجوت زيدا» أي : قصدته ، وتأتي أيضا بمعنى «منع» ، مثل : «حجوت الطّفل أن يغرق» أي : منعته وتأتي أيضا بمعنى «ردّ» ، مثل : «حجوت قول زيد الكاذب وقبلت قوله الصّادق» أي : رددت قول زيد الكاذب. وتأتي «حجا» بمعنى «كتم» ، مثل :«حجوت السّرّ» أي : كتمته وبمعنى «ساق» ، مثل : «حاجت الرّيح الأوراق المبعثرة» أي :ساقتها. وفي كل هذه المعاني تنصب «حجا» مفعولا واحدا ما عدا حين يكون معناها «ظن» فإنها تنصب مفعولين. وقد تكون لازمة فلا تنصب مفعولا به ، وتفيد معنى «أقام» ، مثل : «سأزور أخي إذا حجا».
وتأتي «هب» بمعنى «ظنّ» إذا لزمت لفظ الأمر ، كقول الشاعر :
فقلت أجرني أبا خالد |
|
وإلّا فهبني امرءا هالكا |
حيث أتى الفعل «هبني» بلفظ الأمر فنصب مفعولين الأول هو «الياء» والثاني هو «امرءا».
وتأتي «هب» أمرا من الفعل «وهب» أي : فعلا متصرّفا فتنصب مفعولا به واحدا ، مثل : «هب المال للمحتاج» أي : امنح ؛ وتأتي أمرا من الهيبة ، مثل : «هب ربّ العباد في عملك» أي : خف ربّ ... وقد تنصب مفعولين بنفسها في أمثلة يجوز محاكاتها ، مثل : «انطلق معي أهبك نبلا» أي : أمنحك نبلا. ومن النحاة من يعديها بواسطة حرف الجر فيقول : «وهبت لك ساعة» فعدي الفعل «وهب» بواسطة حرف الجر ويجوز القول :«وهبتك ساعة».
شروط عمل ظن وأخواتها : تنصب «ظن» وأخواتها المبتدأ والخبر مفعولين بخمسة شروط ، تشترك بواحد منها مع النواسخ الأخرى ، وتنفرد عنها بأربعة شروط.
تشترك «ظنّ» وأخواتها مع باقي النواسخ بأمر واحد هو تنوّع مفعولها الثاني وذلك لأنه خبر في الأصل ، والمفعول الثاني كالخبر ، قد يكون مفردا ، أي : غير جملة ولا شبه جملة ، مثل :«علمت الكذب مرضا عضالا». المفعول للأول «الكذب» والمفعول الثاني «مرضا» وهو من قبيل المفرد ويكون المفعول الثاني جملة اسميّة ، كقول الشاعر :
حذار حذار من جشع فإني |
|
رأيت الناس أجشعها اللّئام |
فالجملة الاسميّة «أجشعها اللئام» مفعول ثان لفعل «رأيت» وكقول الشاعر :
فهبك عدوي لا صديقي فربّما |
|
رأيت الأعادي يرحمون الأعاديا |
فالمفعول الأول هو «الاعادي» والمفعول الثاني هو جملة «يرحمون الأعاديا» المؤلفة من الفعل والفاعل والمفعول به هي جملة مضارعية وهي المفعول الثاني «لرأيت».
كما يكون أيضا جملة ماضوية ، كقول الشاعر :
وإنّي رأيت النّاس زادت محبّة |
|
إلى النّاس أن لست عليهم بسرمد |
حيث أتى المفعول الثاني هو جملة «زادت محبّة» الماضويّة. وقد يكون شبه جملة مثل :