مختلفة في معناها وأحكامها ، منها :
١ ـ «ذا» و «ذات» بشرط إضافتهما إلى زمان ، مثل : «قابلته ذا صباح أو ذات مساء» أو إلى مكان ، مثل : التفتّ ذات اليمين وذات الشّمال.
٢ ـ «حوال» ، «حوالي» ، «حول» ، «حولي» ، «أحوال» ، «أحوالي» وكلها ظروف وليس المقصود منها التّثنية أو الجمع بل الإحاطة ، وقد يستعمل «حواليك» مصدرا ، لأن «الحول» ، «والحوال» بمعنى جانب الشيء المحيط به ، ويكونان بمعنى «القوّة».
٣ ـ «شطر» بمعنى ناحية ، كقوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) ومنها «زنة الجبل» أي : إزاءه ؛ ومنها : صددك وصقبك ، مثل : «مكتبي صدد بيتك» ، أي : قربه أو قبالته.
٤ ـ الظروف المكانيّة المسموعة ، مثل :«مطرنا السّهل والجبل» ، ومثل : «ضرب العدوّ البطن والظّهر».
٥ ـ قد تنزّل بعض الظروف منزلة أداة الشّرط والجملة بعدها بمنزلة الجواب ، وقد تقترن بالفاء ، كقوله تعالى : (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) وفيها جملة «فسيقولون» لا محل لها من الإعراب لأنها واقعة جواب الشرط ومقترنة بالفاء.
٥ ـ عامل الظرف : قد يكون عامل الظّرف فعلا مثل : «سألتقي بك غدا» ، أو مصدرا ، مثل :«قدومك غدا يفرحني» ، أو صفة أي : مشتق كاسم الفاعل وغيره ، مثل : «أنا قادم غدا» «وأنت مشكور غدا» ، أو وصفا بالتأويل ، أي : اسما جامدا المقصود منه وصف باحدى الصّفات المعنويّة ، مثل : «أتت الخليفة عند الحكم في أمور النّاس» ، «وأنت معاوية ساعة الغضب» ، فكلمة «عند» ظرف عامله «الخليفة» اسم جامد والمقصود «العادل». وكلمة «ساعة» ظرف عامله «معاوية» اسم جامد والمقصود منه «الحليم ساعة الغضب».
٦ ـ وجود العامل : قد يكون عامل الظّرف مذكورا كالأمثلة السّابقة ، وهذا الأصل ، أو قد يكون محذوفا جوازا ، مثل : «يوم الجمعة» جوابا لمن سألك متى سافرت؟ أو «يومين» جوابا لمن سألك : كم يوما غبت؟ أو يكون محذوفا وجوبا ويكون في مواضع عدّة منها : أن يقع الظّرف صلة ، مثل : «جاء الّذين عندك» والتقدير :موجودون ، أو صفة مثل : «شاهدت حمامة فوق الغصن» ، والتقدير : موجودة ، أو حالا مثل :«رأيت اللّاعبين في الملعب بين رفاقهم» والتقدير واقفين ، أو خبرا مثل : «زيد عندك» أو مشتغلا عنه ، مثل : «يوم الخميس صمت فيه». والتقدير :حصل الصيام يوم الخميس ، أو مسموعا بالحذف مثل : «حينئذ الآن» والتقدير : «فعل ذلك حينئذ» وأعرفه الآن.
٧ ـ ملاحظات ١ ـ عند حذف العامل وجوبا منهم من يعتبر أن الظرف نفسه هو الخبر أو الصفة ، أو الحال ، أو الصلة ، إذ يعتبرون أن معنى العامل والضمير الذي يتضمّنه قد انتقل إلى الظّرف ، فلا مانع إذن أن يكون الظرف هو الخبر.
٢ ـ قد يكون الظرف اسما عرضت دلالته على اسم الزمان أو المكان وهو أربعة أشياء : العدد المميّز بالظرف مثل : «سرت عشرين يوما وأربعين فرسخا» ، وما دلّ على كليّة أو جزئيّة من هذا الظرف ، مثل : «سرت كل اليوم وبعض اللّيل» وما كان صفة لاسم الزمان والمكان ، مثل : «نمت قليلا من الدّهر» ، ومثل : «بيتي شرقيّ الجامعة» ،
__________________
(١) من الآية ١٤٩ من سورة البقرة.