الأيدي : أخذته هذه مرّة وهذه مرّة.
اصطلاحا : قال ابن الأعرابي : يقال :«حجازيك» و «دواليك» «وهذا ذيك» قال : وهذه حروف خلقتها على هذا لا تغيّر. «وحجازيك» أمره أن يحجز بينهم ويحتمل أن يكون معناها كفّ نفسك ، وأما «هذا ذيك» فإنه يأمره أن يقطع أمر القوم ، و «دواليك» من تداولوا الأمر بينهم ، يأخذ هذا دولة وهذا دولة. وقولهم دواليك ، أي ؛ تداولا بعد تداول ، كقول الشاعر :
إذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله |
|
دواليك حتى ليس للبرد لا بس |
حيث وردت كلمة «دواليك» وهي مفعول مطلق من فعل محذوف منصوب بالياء لأنّه مثنى ، وهو مضاف ، «والكاف» في محل جر بالإضافة.
وربّما أدخلوا الألف واللّام على «دواليك» فتصير «الدّواليك» مثل :
وصاحب صاحبته ذي فأفكه |
|
يمشي الدّواليك ويعدو البنّكه |
دور الاعتدال
هو أن يعلّل الشيء بعلّة معلّلة بذلك الشيء مثل : «ملكت» فوجب تسكين لام الفعل لاتّصاله بتاء الضمير المتحرّكة ، وتحرّك هذه «التاء» بسبب السكون العارض فى آخر الفعل فاعتلّ لهذا بهذا ثم دار فاعتلّ لهذا بهذا.
دون
لغة : «دون» نقيض «فوق» وهو تقصير عن الغاية ، وهو ظرف ، والدّون : الحقير مثل :
إذا ما علا المرء رام العلاء |
|
ويقنع بالدّون من كان دونا |
ولا يشتق منه فعل ، وبعضهم يقول : دان يدون ، دونا ، وأدين إدنة.
قال ابن سيدة : «دون» كلمة في معنى التّحقير والتّقريب ، وتكون ظرفا فتنصب ، وتكون اسما فيدخل حرف الجر عليه فيقال : «هذا دونك وهذا من دونك» ، كقوله تعالى : (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ)(١) حيث دخل حرف الجر على «دونهم».
وكلمة «دون» لا تؤنّث بعلامة تأنيث «الهاء» ولا بغير علامة تأنيث كبقية الظروف ، إلّا «قدّام» و «وراء» ولا تصغّر. وأما قول الشاعر :
وقامت إليه خدلة السّاق أعلقت |
|
به منه مسموما دوينة حاجبه |
حيث وردت «دون» مصغّرة ومؤنثة «بالتاء». وهذا شاذ.
وقد تدخل عليه «الباء ، على رأي الأخفش ، مثل قولهم : «فرددناه عليه وعلى نفر من أصحابه فيهم من ليس بدونه». وقالوا : «من دون» ، يريدون : «من دونه». وقالوا : «دونك في الشرف والحسب». ويقال : «زيد دونك» ، أي : هو أحسن منك في الحسب ، وكذلك «الدّون» يكون صفة ويكون نعتا ولا يشتق منه فعل.
وتأتي «دون» بمعنى خلف وقدّام. وتأتي بلفظ «دونك الشيء» أو «دونك به» أي : خذه. وتكون «دونك» اسم فعل أمر بمعنى «خذ» ، مثل : «دونك الثوب» أي : خذه. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، و «الكاف» للخطاب.
«الثوب» : مفعول به وقال بعض النحويين لدون تسعة معان بمعنى «قبل» كقولك : «دون الشّهر قتال» و «دون قتل الأسد أهوال» ، وبمعنى «وراء» ، كقولك : «هذا أمير على ما دون جيحون»
__________________
(١) من الآية ٢٣ من سورة القصص.