٨ ـ شروط عمل «إن» : تعمل «إن» عمل «ليس» بشروط «ما» ما عدا شرط عدم زيادة «إن» إذ من الطّبيعيّ أن لا تزاد «إن» بعد مثيلتها ، كقول الشاعر :
إن هو مستوليا على أحد |
|
إلا على أضعف المجانين |
«إن» حرف نفي من أخوات «ليس» «هو» :ضمير منفصل في محل رفع اسم «إن». مستوليا خبر منصوب. وهنا عملت «إن» رغم أن خبرها منتقض بـ «إلّا» ، وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) عبادا (أَمْثالُكُمْ)(١) حيث عملت «إن» عمل ليس فاسمها «الذين» وخبرها «عبادا» وإذا أهملت «إن» جاز دخولها على الجملة الاسميّة والفعلية ، كقوله تعالى : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)(٢) وفيها دخلت «إن» على الجملة الاسمية المكوّنة من مبتدأ «الكافرون» وخبره «في غرور». كقوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ)(٣) حيث دخلت «إن» على الجملة الفعليّة كدخولها في قوله تعالى : (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(٤) على الجملة الفعليّة «يقولون». ومن أمثلة إعمالها ، قول الشاعر :
إن المرء ميتا بانقضاء حياته |
|
ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا |
حيث عملت «إن» عمل «ليس» فاسمها «المرء» وخبرها «ميتا».
٩ ـ زيادة الباء في خبر هذه الحروف : كثيرا ما تزاد «الباء» في خبر «ليس» كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٥) وفي خبر «ما» كقوله تعالى : (مَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٦) ومثل : «ما البخيل بهيّاب» والتقدير : ما البخيل هيّابا» إن أعملت و «ما البخيل هياب» إن أهملت. ومن ذلك قول الشاعر :
أقصر فؤادي فما الذكرى بنافعة |
|
ولا بشافعة في ردّ ما كانا |
ومثل :
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة |
|
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب |
وقد تزاد الباء في خبر «لا» ، مثل : «لا مال بدائم» ، و «لا عزّ بخالد».
١٠ ـ حكم تابع الخبر المجرور بالباء الزائدة : إذا عطفنا على الخبر المجرور بالباء الزائدة فيجوز في المعطوف الجرّ تبعا للّفظ ، والنّصب تبعا للمحلّ ، أي : لمحل المعطوف عليه مثل : «ما المحسن بمتوان وقاعد عن مساعدة الفقير» ويجوز وقاعدا. وإذا كان الخبر خاليا من «الباء» الزائدة فيكون المعطوف على الخبر إما منصوبا على اللّفظ ، أو مجرورا ، لأنه معطوف على خبر مجرور على التقدير ، مثل : ما المحسن متوانيا ولا قاعدا ... أو قاعد.
وإذا وقع بعد خبر «ما» وصف مشتق عامل في ما بعده باسم سببيّ ، أي : باسم له صلة وارتباط بالوصف كقرابة أو صداقة ، أو عمل ، أو شيء متصل به ، جاز في الوصف النّصب بالعطف مباشرة ، أو الجر عطفا على خبر مجرور بتقدير ، «باء» زائدة ، مثل «ما المحسن كاذبا ولا مخالفا وعده». «كاذبا» : خبر «ما» منصوب «مخالفا» : معطوف على «كاذبا» منصوب. ويجوز أن نقول : ولا مخالف على توهّم أنه معطوف على اسم مجرور
__________________
(١) من الآية ١٩٤ من سورة الأعراف.
(٢) من الآية ٢٠ من سورة الملك.
(٣) من الآية ١١٦ من سورة الأنعام.
(٤) من الآية ١٨ من سورة الكهف.
(٥) من الآية ٣٦ من سورة الزّمر.
(٦) من الآية ٧٤ من سورة البقرة.