«مثلهم» على الاسم «بشر».
٤ ـ أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها.
فإن تقدم المعمول على الاسم فإنها تهمل ، وقد يتقدّم معمول الخبر على الاسم دون أن تهمل وهذا شاذ. مثل :
وقالوا تعرّفها المنازل من منى |
|
وما كلّ من وافى منى أنا عارف |
حيث أتت «ما» مهملة. «كلّ» تروى بوجهين : الأول بالنّصب فتعرب مفعولا به لاسم الفاعل عارف. والثاني بالرّفع فتعرب مبتدأ خبره جملة «أنا عارف». أمّا إذا كان معمول الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا فإنها تعمل ، مثل :
بأهبة حزم لذ وأن كنت آمنا |
|
فما كلّ حين من توالي مواليا |
حيث لم يبطل عمل «ما» لأنه تقدم الظرف «كل» وهو معمول الخبر «مواليا».
٦ ـ شروط عمل «لا» : تعمل «لا» بشروط «ما» ويزاد عليها شرط واحد هو أنه يجب أن يكون معمولاها نكرتين ، والغالب أن يكون خبرها محذوفا ، كقول الشاعر :
من صدّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لا براح |
والتقدير : لا براح لي.
ويجوز ذكره ، كقول الشاعر :
تعزّ فلا شيء على الارض باقيا |
|
ولا وزر ممّا قضى الله واقيا |
«باقيا» : خبر «لا».
٧ ـ شروط عمل «لات» : قد يكون اصلها «لا» زيدت عليها «التاء» وتعمل بشروط منها :
١ ـ أن يكون معمولاها من أسماء الزّمان.
٢ ـ أن يكون أحدهما محذوفا.
٣ ـ أن يكون المذكور منهما نكرة. مثل :«لات ساعة ندامة» والتقدير : لات الساعة ساعة ندامة ، وكقوله تعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) والتقدير : لات الحين حين مناص.
٤ ـ وتهمل «لات» إذا دخلت على غير اسم زمان ، كقول الشاعر :
لهفي عليك للهفة من خائف |
|
يبغي جوارك حين لات مجير |
حيث تعرب «لات» حرفا مهملا لأنه دخل على غير اسم زمان. «مجير» : إمّا فاعل لفعل محذوف تقديره : حين لا يحصل مجير له ، وإمّا مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : حين لا مجير له. والجملة الاسميّة من المبتدأ وخبره في محل جر بإضافة «حين» إليها. وكذلك الجملة الفعلية حين لا يحصل مجير. وكقول الشاعر :
لات هنّا ذكرى جبيرة أم من |
|
جاء منها بطائف الأهوال |
حيث بطل عمل «لات» لأنها دخلت على غير اسم زمان. «هنّا» اسم إشارة للمكان متعلّق بـ «ذكرى» ؛ و «ذكرى» مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتّعذّر وخبره محذوف تقديره : لات ذكراك جبيرة في هذا المكان جائزة. وله وجه إعرابي آخر هو أن نعرب «هنا» ظرف مكان منصوبا متعلقا بمحذوف خبر مقدّم. «ذكرى» : مبتدأ مؤخر.
ومثله قول العرب : «حنّت نوار ولات هنّا حنّت» حيث تكون «لات» مهملة. «هنّا» : اسم إشارة للمكان متعلق بخبر مقدم. وقد قدرت «أن» المصدريّة قبل الفعل «حنّت» وتكون «أن» المصدريّة مع ما بعدها مؤوّل بمصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر.
__________________
(١) من الآية ٣ من سورة ص.