بتكراره نفسه طوال حياته ، مثل : «خلق الله الزّرافة يديها أطول من رجليها» «أطول» حال ثابتة «يديها» بدل بعض من كل من الزّرافة.
الثالثة : لا ضابط لها ، بل يكون ذلك موقوفا على السّماع ، كقوله تعالى : (أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً)(١) وكقوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ)(٢).
الحال الحقيقيّة
اصطلاحا : هي التي تبيّن هيئة صاحبها الحقيقيّة ، مثل : «صام المؤمن خاشعا».
الحال السّادّة مسدّ الخبر
اصطلاحا : هي الحال التي تقع بعد المبتدأ المصدر المضاف ، أو بعد أفعل التفضيل المضاف إلى المصدر ، وتسدّ مسدّ الخبر من غير أن تصلح أن تكون هي الخبر في المعنى. مثل : «احترامي التلميذ مجتهدا» والتقدير : احترامي التلميذ حاصل إذا كان مجتهدا ، وهذا من باب حذف الخبر وجوبا ووجوب حذف العامل فلا يجوز ذكرهما ، ومثل : «أفضل إنشادي الشعر مكتوبا» والتقدير : أفضل إنشادي الشعر حاصل إذا كان مكتوبا.
ملاحظة : لم يرد في الكلام الفصيح وقوع الحال سادّة مسدّ الخبر بعد «كان» و «إنّ» بغير فاصل من خبرهما ، ولا بعد «لا» النّافية للجنس ولا بعد «أن» المصدريّة بنوعيها المخفّفة والنّاصبة للمضارع التي تكون مع ما بعدها مبتدأ يستغني عن الخبر بحال تسدّ مسدّه.
الحال السّببيّة
اصطلاحا : هي التي تبيّن هيئة ما له اتصال بصاحبها مثل : «أتى زيد مبتلّة ثيابه» وهذه الحال تطابق الاسم المرفوع بها في التذكير والتأنيث والإفراد دون التّثنية والجمع ، مثل : «دخلت الحديقة مفتّحة أزهارها جميلا تنسيقها» فالحال «مفتحة» طابقت مرفوعها «أزهارها» في التأنيث دون الجمع ، ولا بدّ أن يتصل مرفوعها بضمير يعود إلى صاحبها الحقيقي وهذا الضمير هو «الهاء» في «أزهارها» وكذلك كلمة «جميلا» حال طابقت مرفوعها «تنسيقها» بالتذكير وقد اتصل مرفوعها بالضمير العائد إلى صاحبها الحقيقيّ.
الحال غير الدّائمة
اصطلاحا : هي الحال المشتقّة المتنقّلة ، فالأغلب في الحال أن تكون مشتقة ، مثل : «خلق الله جلد النّمر منقّطا». «منقّطا» : حال مشتقه. وقد تكون جامدة ، وإذا كانت الحال جامدة فإما أن تكون مؤوّلة بالمشتق أو غير مؤوّلة ، وتؤوّل الحال الجامدة بالمشتقّ إذا وقعت مشبّها به ، مثل : «ترنّم المنشد بلبلا» ومثل : «كرّ زيد أسدا». أو إذا دلّت على مفاعلة ، مثل : «دفعت الثّمن للبائع يدا بيد» أي : متقابضين. أو إذا دلّت على ترتيب ، مثل :«دخل اللّصوص إلى البيت واحدا واحدا» أي :متفرقين ؛ ومثل : «دخل الطلاب إلى الصف اثنين اثنين» ، أي : مرتّبين ؛ أو إذا كانت مصدرا صريحا متضمّنا معنى الوصف مثل : «أعلم يقينا أن شرّ الرّجال الكذوب» والحال الجامدة غير مؤولة بالمشتق هي : الحال الموطئة.
الحال غير المقصودة
اصطلاحا : هي الحال الموطّئة.
__________________
(١) من الآية ١١٤ من سورة الأنعام.
(٢) من الآية ١٨ من سورة آل عمران.