واحدة للمذكّر والمؤنّث لزمت هذه الصورة ، مثل :«أحبّ الأب رؤوفا والأم رؤوفا».
أما إذا كانت الحال أفعل التفضيل مجرّدا من «أل» ، أو مضافا إلى نكرة لزمت الإفراد على الأرجح ، مثل : «عرفت التّسامح أفضل صفة».
وإذا كانت الحال مصدرا لزمت صورة واحدة ، مثل : «اشتهرت الملكة عدلا».
وإذا كانت الحال هي كلمة «أي» فإنها تكون معرفة وتضاف إلى نكرة ، مثل : «عرفت المخلص أيّ مخلص».
وجود الحال أو حذفها : يجوز ذكر الحال أو حذفها إذا دلّ عليها دليل ، مثل : «انتظرت صديقي فإذا به يدخل : السّلام عليكم» والتقدير : «قائلا». هي حال محذوفة ويجب ذكرها إذا كانت محصورة بـ «إلّا» كقوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ) الرسل (إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)(١) أو إذا كان حذفها يفسد المعنى ، كقوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ)(٢) ويجب ذكرها أيضا إذا كانت نائبة عن عاملها المحذوف سماعا ، مثل : «ثبت لك الخير هنيئا» أي : هنّأك الخير هنيئا.
وجود العامل وعدمه : الأصل في العامل أن يكون مذكورا وقد يحذف جوازا أو وجوبا. فيجب ذكر عامل الحال إذا كان معنويا ، فيكون إما اسم إشارة ، مثل : «هذا بيتك نظيفا» ، «هذا» عامل معنوي تقديره : أشير. أو اسم استفهام مثل : «ما شأنك واقفا؟». أو حرف تمنّ ، مثل : «ليت التلميذ مثقّفا» أو حرف تشبيه ، مثل : «كأن الطّائرة مقلعة» ، أو حرف تنبيه ، مثل : «ها إنّه قادما» والتقدير : أنبّهك ، أو شبه جملة مثل : «الهرّة في الحديقة نائمة». عامل الحال «في الحديقة» هو جار ومجرور ومثل : «الولد عند أهله فرحا» «عند» شبه جملة وظرف وهي عامل الحال. ويجوز حذف العامل إذا كان غير معنويّ ، أو إذا دلّ عليه دليل مقاليّ أو حاليّ ، كأن يسأل سائل : أتحبّ أن تطلع إلى قمّة الجبل؟ فيجيب الآخر : «مؤكّدا».
ومثل : إذا رأيت مسافرا فتقول له : «سالما». أو تقول لمن يبني بيتا : «معمورا».
ويجب حذف عامل الحال في مواضع عدّة أشهرها :
١ ـ إذا كانت الحال سادّة مسدّ الخبر ، مثل :
«إنشادي الشعر مكتوبا». «مكتوبا» حال ، سدّت مسدّ الخبر. والتقدير : إنشادي الشعر حسن إذا كان مكتوبا.
٢ ـ إذا كانت الحال مفردة ، أي : لا جملة ولا شبه جملة ، مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها ، مثل :«زيد أخوك رحيما».
٣ ـ إذا دلّت الحال على زيادة أو نقص تدريجيّين ، مثل : «أحسن إلى الفقير بدينار فصاعدا» ومثل : «تعرّض للشمس ساعة فنازلا».
٤ ـ إذا كانت مسبوقة باستفهام توبيخيّ ، مثل : أمتمرّدا وقد أحسن إليك؟ ومثل : «أنائما وقد انتصف النّهار؟».
قد يحذف العامل سماعا ، مثل : «هنيئا لك» ومثل : «شافيا» أي : تشرب الدواء شافيا.
١٠ حذف صاحب الحال : قد يحذف صاحب الحال إذا كان مفهوما من المعنى ، كقوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)(٣) والتقدير : بعثه
__________________
(١) من الآية ٤٨ من سورة الأنعام.
(٢) من الآية ١٦ من سورة الأنبياء.
(٣) من الآية ٤١ من سورة الفرقان.