وأجازوا دخول «أل»
على كلمة «ثلاث» لينفرد بها اسم اليوم لأنّ فيه تقدير الوصف ، أي : اليوم الثالث
وكذلك «اللّام» في «الأربعاء» ونحوها لأن تقديرها الواحد .. الثالث .. وكان أبو
الجرّاح يقول : مضى الأحد بما فيه ، ومضى الإثنان بما فيهما ، ومضى الثلاثاء بما
فيهن ، ومضى الأربعاء بما فيهن ، ومضى الخميس بما فيهن ، ومضت الجمعة بما فيها ،
فكان يخرجها مخرج العدد.
الثّلاثيّ
اصطلاحا
: هو كل ما له
ثلاثة أصول من اسم مثل : «قلم» أو فعل ، مثل : «زرع». وقد يزاد عليه حرف ، مثل : «أكرم»
، أو حرفان ، مثل : «تكرّم» أو ثلاثة أحرف ، مثل : «استخرج» وقد يكون مضعّفا مثل :
«جلّس» «زلّ» «مدّ».
ثمّ الابتدائيّة
قد تأتي «ثمّ»
في ابتداء الكلام ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ
مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ
أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ثُمَّ
إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
تُبْعَثُونَ) فكلمة «ثم» في المرّات الثلاث الأولى هي مما يفيد
التّرتيب والتّراخي ، وفي الأخيرتين تفيد ابتداء الكلام.
وقد تفيد كلّها
عطف الجمل ، وبخاصّة إذا كان العطف في جملتين من كلام واحد ، وذلك بحسب إرادة
المتكلّم ؛ والأظهر في عطف الجمل الانفصال إلّا حيث يدل الدّليل أنّ مقصود الكلام
واحد. ويرى الجمهور أنّ «ثمّ» لا تقع حرف ابتداء ، وإنما هي حرف عطف يعطف جملة على
جملة ، مثل : «قام زيد ثم خرج عمرو» أو مفرد على مفرد ، مثل : «ما خرج زيد ثمّ
عمرو».
أجرى بعضهم «ثمّ»
مجرى «الفاء» السّببيّة ، و «واو» المعيّة في نصب المضارع المقرون بها بعد فعل
الشّرط ، مستدلين بقوله عزّ وجلّ في قراءة الحسن : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ
بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ
وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) فنصب الفعل «يدركه» بعد «ثم» لأنها وقعت بعد فعل الشرط
فعملت عمل «واو» المعيّة.
ومنهم من ينصب
بها المضارع إذا وقعت بعد الطّلب ، كقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «لا
يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم الّذي لا يجري ثمّ يغتسل منه». فأجازوا في الفعل «يغتسل»
الرّفع ، بتقدير : «ثم هو يغتسل» والنّصب على تقدير : «ثم» بحكم «الفاء» و «الواو».
والجزم على اعتبار «ثمّ» حرف عطف ، إذ عطف الفعل «يغتسل» على الفعل «يبولنّ» الذي
هو مبنيّ على الفتح في محل جزم بـ «لا» النّاهية. و «نون» التوكيد : حرف مبني على
الفتح لا محل له من الإعراب.
ثمّ الاستئنافيّة
اصطلاحا
: هي التي تقع
بعد همزة الاستفهام ، كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا
كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ).
ثمّ العاطفة
ثمّ : هي حرف
عطف ويفيد أمور كثيرة أهمها ثلاثة :
__________________