المنصوب المنوّن المقصور والموقوف عليه : مثل : «حملت عصا» فقد اختلف النّحاة في تقدير الألف. فذهب المازني أنها بدل من التّنوين في الرّفع والنّصب والجرّ ، وذهب الكسائي أن «الألف» هي الأصل والمبدلة من التّنوين محذوفة في كل الحالات ، لأن حذف الألف الزّائدة أفضل من حذف الأصليّة ، وغضّ من هذا باعتبار أنّ الزّائدة تأتي لمعنى فإبقاؤها أولى من إبقاء الأصليّة ، بدليل القول عند الوصل : «هذه عصا مكسورة» إذ حذفت الألف الأصليّة وبقي التّنوين.
وذهب سيبويه أنّ الألف أصليّة في حالة الرّفع والنّصب والتّنوين محذوف وفي النّصب هي الألف المبدلة من التّنوين ، والألف الأصليّة محذوفة قياسا للمعتل على الصّحيح.
٢ ـ في المضارع المتّصل بنون التّوكيد الخفيفة والموقوف عليها مثل : «أتكتبا» والأصل : أتكتبنّ ، وكقول الشاعر :
فإيّاك والميتات لا تقربنّها |
|
ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا |
والتّقدير : والله فاعبدنّ حيث أبدلت النون ألفا في الأمر «اعبدنّ».
٣ ـ في الوقف على نون «إذن» فقولك : «أدرس إذا» والتّقدير : إذن.
الألف المهموزة
اصطلاحا : هي الحرف الأوّل من حروف الهجاء ، تقبل الحركة سواء أكانت في أوّل الكلمة أو في وسطها ، مثل قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ)(١) وكقوله تعالى : (قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي)(٢) فالألف المهموزة مفتوحة في كلمة «أتيت» ومضمومة في كلمة «أوتو» وتقع في أول الكلمتين وهي أيضا مفتوحة في وسط الكلمة «سألتك» في الآية الثانية وكقوله تعالى : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)(٣) فالألف المهموزة في كلمة «إيمانها» وقعت مكسورة في أول الكلمة.
وكقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ)(٤) حيث جاءت الهمزة مفتوحة في آخر الفعل «شاء» وكقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)(٥) وكقوله تعالى : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ)(٦) فكلمة «ملجأ» تنتهي بألف مهموزة مفتوحة ، وكقوله تعالى : (ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)(٧) «ملجأ» الألف المكسورة في آخر الكلمة.
وتسمّى هذه الألف اصطلاحا أيضا : الألف المتحرّكة. الألف اليابسة. الوقفة الحنجريّة. رأس العين الصّغيرة. النّبرة. الملحق بحرف العلّة. الألف.
ألف النّداء
اصطلاحا : هي الألف المنقلبة عن ياء المتكلّم في المنادى المضاف إليها ، مثل «يا صاحبا» أصلها : «يا صاحبي» منادى مضاف إلى ياء المتكلّم «يا صاحبا» بقلب ياء المتكلّم ألفا وقلب
__________________
(١) من الآية ١٤٥ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٧٦ من سورة الكهف.
(٣) من الآية ١٥٨ من سورة الأنعام.
(٤) من الآية ٢٠ من سورة البقرة.
(٥) من الآية ١٢ من سورة الطلاق.
(٦) من الآية ٥٧ من سورة التوبة.
(٧) من الآية ٤٧ من سورة الشورى.