(وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً)(١). أو يدلّ على فرع للتّمييز ، مثل : «عندي خاتم حديدا». حديدا تمييز هي فرع للخاتم.
والثاني : هو تمييز النسبة ، الذي يزيل إبهام المعنى العام في الجملة قبله ، ونسبته على أنواع منها : نسبة الفعل للفاعل ، مثل : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(٢) أي : واشتعل شيب الرأس ، فالتّمييز أصله فاعل في المعنى ، فهو منقول عن فاعل ؛ ونسبة الفعل للمفعول ، مثل : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٣) أي : فجّرنا عيون الأرض.
التّمييز «عيونا» أصله مفعول به في المعنى ، فهو منقول عن مفعول به ؛ ونسبة منقولة عن مبتدأ ، مثل : «زيد أكثر مالا» أي : مال زيد أكثر ...
التّمييز «مالا» أصله مبتدأ في المعنى. فهو منقول عن مبتدأ.
أحكامه : يخضع التّمييز لأحكام عدّة منها :
١ ـ إذا كان التّمييز مما يبيّن المقدار أي : المساحة ، أو الكيل ، أو الوزن ، فيمكن أن يكون منصوبا ، أو مجرورا بالإضافة ، أو مجرورا بحرف الجر «من» ، مثل : «اشتريت درهما ذهبا» أو درهم ذهب ، أو من ذهب. «ذهبا» : تمييز منصوب «ذهب» : مجرور بالإضافة. «من ذهب» : مجرور بـ «من».
٢ ـ إذا كان تمييز نسبة فالأكثر نصبه ، مثل : «رتّبت الغرفة أثاثا». أثاثا : منصوب لأنه تمييز نسبة منقول عن مفعول به والأصل : رتبت أثاث الغرفة. ومثل : «المتعلّم أكثر إجادة» «إجادة» تمييز منصوب لأنه تمييز نسبة منقول عن مبتدأ والأصل : إجادة المتعلّم أكثر ...
٣ ـ إذا كان المميّز عددا فالتّمييز يخضع لقاعدة تمييز الأعداد من حيث المفرد أي : ما بين ٣ ـ ٩ والمركّب أي ما بين ١١ ـ ١٩ ، والمعطوف من ٢١ ـ ٩٩ ، والعقود أي : ما بين ٢٠ ـ ٩٠ ، فتقول : «جاء خمسة رجال» «رجال» تمييز العدد المفرد يكون جمعا مجرورا لفظا منصوبا محلّا ، ومثل : «جاء ثلاثة عشر ولدا». «ولدا» : تمييز المركب مفرد منصوب ، والعدد «ثلاثة عشر» :فاعل مبني على فتح الجزأين في محل رفع.
ومثل : «جاء ثلاثة وعشرون رجلا» «رجلا» تمييز المعطوف هو مفرد منصوب ، ومثل : «جاء عشرون معلما» «معلما» تمييز العقود هو مفرد منصوب.
ومثل : «كتبت مئة سطر» و «ألف كلمة» «سطر» تمييز المئة و «كلمة» تمييز الألف وكلاهما مفرد مجرور في محل نصب.
عامله : إن عامل التّمييز المفرد المنصوب هو الاسم المبهم أي : المميّز. أمّا عامل التّمييز المجرور بالحرف فهو حرف الجر «من» والتّمييز المجرور بالإضافة يكون عامله المضاف.
تقدم التمييز وتأخره : إذا كان عامل التّمييز اسما جامدا ، مثل : «اشتريت رطلا زيتا» ، «رطلا» عامل التّمييز ، هو جامد. أو شبه جامد ، مثل : «ما أحسنه طبيبا» فعل التّعجب «ما أحسنه» يشبه الجامد. ومثل : «نعم الرجل رفيقا» العامل هو «نعم» فعل المدح هو شبه الجامد. ومثل : «كفى بالعلم حلية». العامل هو «كفى» يشبه الجامد ، فلا يجوز تقديم التّمييز على العامل ويجوز أن يتوسّط التّمييز بين عامله والمعمول إذا كان العامل فعلا متصرفا ، كقول الشاعر :
__________________
(١) من الآية ١٠٩ من سورة الكهف.
(٢) من الآية ٤ من سورة مريم.
(٣) من الآية ١٢ من سورة القمر.