في الفاعل ليصير على صورة المفعول به. وقال الفراء والزّجاج لفظه ومعناه الأمر وفيه ضمير المخاطب «والباء» للتّعدية فمعنى : أجمل بالصّدق : اجعل يا مخاطب الصّدق جميلا. أي :صفه بالجمال كيف شئت.
شروط صيغتي التعجّب : لصيغتي التّعجّب شروط ثمانية يجب أن تجتمع ليتحقّق أسلوب التعجّب.
١ ـ أن يكون فعلا ، فلا يقال : «ما أحمره» من الحمار لأنّه ليس بفعل.
٢ ـ أن يكون ثلاثيّا فلا يبنى من الرّباعي «دحرج» ولا من «ضارب» ولا من «استعلم» بل يبنى من صيغة «أفعل» فتقول : «ما أجمل ضوء القمر».
٣ ـ أن يكون غير جامد فلا يبنى من «نعم» و «بئس» لأنه جامد.
٤ ـ أن يكون قابلا لصيغة التّفضيل فيتفاضل به شيء على آخر ، مثل «جمل» ، حسن ولا يبنى من «مات» لأنه غير قابل للتفضيل ولا «فني» أيضا.
٥ ـ أن يكون غير ناقص فلا يبنى من «كان» وأخواتها ولا من «كاد» وأخواتها ولا من «ظنّ» وأخواتها.
٦ ـ أن يكون غير منفيّ بل يكون مثبتا ، سواء أكان ملازما للنّفي : مثل : «ما عاج بالدّواء» أي ما انتفع به ، أو غير ملازم للنّفي مثل : ما قام.
٧ ـ أن لا تكون صفته على وزن «أفعل فعلاء» فلا يبنى فعل التّعجب من «عرج» ولا من «سهل» ولا من «خضر» ولا من «حمر» لأن صفته ، «أعرج عرجاء» ، و «أسهل سهلاء» و «أخضر خضراء» و «أحمر حمراء».
٨ ـ أن يكون معلوما فلا يبنى من فعل مجهول ، ويستثني بعضهم ما كان ملازما لصيغة «فعل» «عني» تقول : «عنيت بحاجتك» وأجازوا القول : «ما أعناه بحاجتك» ومثله فعل «زهي علينا» فأجازوا : «ما أزهاه علينا».
ويجب أن تكون هذه الشّروط الثّمانية مجتمعة حتى يصاغ فعل التّعجب وإذا فقد شرط منها ، أتينا «بأشدّ» أو «أشدد ب» أو «بأكثر» أو «أكثر ب» فنقول : «ما أشدّ اخضراره» و «ما أكثر دحرجته» و «أشدد بضربته» و «أعظم بهيبته» ... أما الجامد فلا يتعجّب منه البتّة.
وهناك ألفاظ استعملت للتّعجب مما يحفظ ولا يقاس عليه من ذلك : «ما أخصره!» من «اختصر» للمجهول ، وقولهم «ما أهوجه!» «وما أحمقه!» «وما أرعنه!» وحملوها على «ما أجهله!» وقولهم :«أقمن به» أي : حقيق به وقالوا : «ما أجنّه» و «ما أولعه!» من المجهول «جنّ» و «ولع» للمجهول.
حذف المتعجّب منه. يجوز حذف المتعجّب منه إذا دلّ عليه دليل ، كقول الشاعر :
جزى الله عنّي والجزاء بفضله |
|
ربيعة خيرا ما أعفّ وأكرما |
أي : ما أعفّها وما أكرمها. وكذلك يحذف في صيغة «أفعل به» كقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(١) أي : وأبصر بهم. وكقول الشاعر :
فذلك إن يلق المنيّة نلقها |
|
حميدا وإن يستغن يوما فأجدر |
أي : فأجدر به. وهذا شاذّ.
__________________
(١) من الآية ٣٨ من سورة مريم.