«أو» التّخييرية.
٢ ـ التّخيير أي : ترك المخاطب حرا في اختيار إمّا المعطوف أو المعطوف عليه دون الجمع بينهما ، لوجود مانع عقليّ أو عرفيّ أو شرعيّ يمنع من ذلك. مثل : «تزوّج فاطمة أو سميرة».
فالمخاطب حر في أن يختار فاطمة أو أختها سميرة دون أن يجمع بينهما والمانع شرعيّ هنا وهو «الجمع بين الأختين». وقد تكون «الواو» بمعنى «أو» في قصد التّخيير ، كقول الشاعر :
وقالوا : نأت فاختر لها الصّبر والبكا |
|
فقلت : البكا أشفى إذا لغليلي |
وفيه «الواو» بمعنى : «أو» لأنه من المتعذّر الجمع بين الصبر والبكا.
ومن الملاحظ أنّ الإباحة والتّخيير يأتيان بعد أسلوب الأمر الذي يبيح للمخاطب ، في الإباحة ، أن يختار أحد شيئين أو يجمع بينهما ، ويحرّم الجمع في التّخيير.
أو التّعليليّة
اصطلاحا : حرف نصب مثل : «أهرب من الأسد أو أنجو» والتقدير : لأنجو.
أو التّقسيميّة
اصطلاحا : تفيد التّقسيم وبيان النّوع بعد الإجمال ، ولا فرق في معناها هذا أن تكون مسبوقة بجملة طلبيّة أو خبريّة ، مثل : «زرت بلادا زراعيّة أو صناعيّة أو تجاريّة أو سياحيّة».
«أو» العاطفة
اصطلاحا : حرف عطف ولا عمل له غير إفادة معنى العطف وتفيد :
١ ـ التّخيير : إذا جاءت بعد الطّلب ، مثل :«ادرس في الجامعة أو زاول مهنة تستفد منها».
٢ ـ الإباحة بعد الطلب أيضا ، مثل : «عاشر المجتهدين أو المثقّفين».
٣ ـ الإضراب وذلك إذا سبقت بجملة خبريّة ، كقول الشاعر :
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية |
|
لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي |
والتّقدير : بل زادوا ثمانية.
٤ ـ الشّكّ بعد الجملة الخبريّة أيضا كقوله تعالى : (كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(١).
٥ ـ الشّكّ والإبهام بهدف إخفاء المقصود ، كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢).
٦ ـ التّقسيم : مثل «النتائج نوعان : رسوب أو فوز».
٧ ـ التّفصيل : مثل قوله تعالى : (كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)(٣).
واصطلاحا أيضا : «أو» هي أحد حروف النّصب الفرعيّة ، كقوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)(٤).
أحكامها : من أحكام «أو» ومعانيها فوق ما سبق ما يأتي :
١ ـ إذا وقعت بعد النّفي أو النّهي كانت للنفي
__________________
(١) من الآيتين ١١٢ و ١١٣ من سورة المؤمنين.
(٢) من الآية ٢٤ من سورة سبأ.
(٣) من الآية ٥٢ من سورة الذّاريات.
(٤) من الآية ٥١ من سورة الشورى.