الأحرف يبطل عملها بالرّفع والنّصب إذا دخلتها «ما» الكافّة.
معانيها : إن الأحرف المشبّهة بالفعل تتضمّن معنى الفعل دون حروفه ، فـ «إنّ» و «أنّ» معناهما التّوكيد ، أؤكّد ، «لكنّ» الاستدراك ، أستدرك ، «ليت» التّمني ، أتمنى ، «لعلّ» الترجّي أرجو ، و «كأن» التّشبيه أشبّه ولكلّ منها أحكام خاصة بالمعنى وباللّفظ ، أو بالعمل ، أو ببطلانه.
يفيد «أن» وأنّ توكيد نسبة المبتدأ للخبر ، وإزالة الشّكّ عنه ، ويغنيان عن تكرار الجملة ، ولا يستعملان إلّا في توكيد الإثبات ، وقد تكون «أنّ» المفتوحة الهمزة للترجّي مثل «لعل» وذلك بشروط منها : أنه يجب أن تلزم الصّدارة ، وأن تكون الجملة التي تدخل عليها اسميّة ، ولا تؤوّل مع معموليها بمصدر ، ولا أن يتقدّم أحد معموليها ولا معمول أحدهما عليها ، مثل : «أنك بارع عندي».
«أنّ» بمعنى «لعلّ» والتّقدير : لعلك بارع عندي.
«أنك» «أنّ» حرف مشبّه بالفعل و «الكاف» ضمير متصّل مبنيّ على الفتح في محل نصب اسم «أنّ» «بارع» : خبر «أنّ» عندي : ظرف منصوب متعلق بـ «بارع» وهو مضاف. و «الياء» في محل جر بالإضافة. وقد تكون «إنّ» المكسورة الهمزة بمعنى «نعم» ، فتعتبر حرف جواب ، لا عمل لها ، كقول الشاعر :
قالوا : كبرت ، فقلت : إنّ ، وربّما |
|
ذكر الكبير شبابه فتطرّبا |
حيث وردت «إنّ» بمعنى «نعم». وقد تلحقها «هاء» السّكت ، كقول الشاعر :
ويقلن شيب قد علا |
|
ك ، وقد كبرت ، فقلت : إنّه |
حيث وردت «إنّه» بمعنى «نعم» ، وقد اتصلت «بهاء» السّكت. ويجوز أن يقع المصدر المنسبك من «أنّ» ومعموليها اسما ل «إنّ» أو لإحدى أخواتها ، بشرط أن يتأخّر الاسم ويتقدّم عليه خبرها شبه جملة ، مثل : «إنّ عندي أنك مخلص» «إنّ» : حرف مشبه بالفعل. «عندي» ظرف متعلّق بخبرها المحذوف تقديره : موجود. و «الياء» في محل جرّ بالإضافة. و «أنك» : حرف مشبه بالفعل مع «الكاف» اسمه. «مخلص» : خبره. والمصدر المنسبك من «أنّ» واسمها وخبرها في محل نصب اسم «إنّ». ومثل : «كأنّك في قلبي أنّك عطوف» و «لعلّ في ذهنك أنّك أخلص النّاس إليّ».
ومن المعروف أن هذه الحروف تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الاوّل ، وترفع الثّاني ، لكن من العرب من ينصب بها الاثنين معا. كقول الشاعر :
إذا اسودّ جنح اللّيل فلتأت ولتكن |
|
خطاك خفافا إنّ حراسنا أسدا |
حيث وردت «إنّ» وقد نصبت الاسم «حرّاسنا» كما نصبت الخبر «أسدا» على لغة من ينصب الجزأين بها. ولكن من العرب من يرفض هذا الحكم ويفسّر إعراب الجزأين في هذا البيت على الوجه التّالي : «أسدا» : مفعول به لفعل محذوف تقديره : يشبهون أسدا. والجملة الفعلية هي خبر «إنّ» ، فيكون الخبر غير منصوب ، لأنه غير موجود. وكقول الشاعر :
كأنّ أذنيه إذا تشوّفا |
|
قادمة أو قلما محرّفا |
حيث تعرب «أذنيه» اسم «كأنّ» منصوب بالياء لأنه مثنى و «الهاء» في محل جرّ بالإضافة.
«قادمة» «خبر» كأنّ ، منصوب. وعلى الوجه الإعرابي الآخر : «قادمة» : مفعول به لفعل