إن التّفصيليّة
اصطلاحا : هي حرف شرط وتفصيل ويسبق عادة بأداة تفصيل أيضا مثل : «من يزرني إن صديق وإن غريب أكرمه». «إن» : حرف شرط وهو غير عامل أي : لا يدخل على المضارع ولا يجزم الفعل ويدل على التّفصيل «صديق» : بدل من أداة الشّرط «من» السّابقة. «الواو» : حرف عطف «إن» الثانية حرف جزم «غريب» معطوف على «صديق» ، «أكرمه» : فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشّرط للأداة «من». و «من» : اسم شرط جازم فعلين مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ ، أو فاعل «يزرني» ، مقدّم على عامله لأن له حقّ الصّدارة والجملة من فعل الشّرط وجوابه خبر المبتدأ. ومثل : «ما تكتب إن رسالة وإن بحثا تجز به». «ما» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به لفعل «تكتب» «تكتب» : فعل مضارع «رسالة» : مفعول به أو بدل من «ما» منصوب. «الواو» : حرف عطف «إن» حرف شرط غير جازم «بحثا» معطوف على «رسالة» «تجز» :فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشّرط.
ومثل : «متى تأتني إن صباحا وإن مساء تجدني في انتظارك». «متى» : اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة «صباحا» :بدل من «متى». «مساء» : معطوف على «صباحا». «تجدني» : مضارع مجزوم لأنّه جواب الشرط «والنّون» للوقاية «والياء» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت».
إن الزّائدة
اصطلاحا : هي التي تكفّ «ما» المشبّهة بـ «ليس» عن العمل والتي تسمى «ما» الحجازيّة ، كقول الشاعر :
بني غدانة ما إن أنتم ذهب |
|
ولا صريف ولكن أنتم الخزف |
واختلف آراء البصريّين والكوفيّين في تسمية «إن» الواقعة بعد «ما» الحجازيّة ، فقال الكوفيّون :هي حرف نفي لتأكيد «ما» ، ويجوز الجمع بين «إن» النّافية و «ما» لتوكيد النّفي واستندوا على أنه يجوز الجمع بين «إن» «واللّام» في الإثبات ، وعلى كثرة ورودها في القرآن الكريم ، كقوله تعالى : (قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(١) فالفعل «بئس» الذي يفيد الذّمّ ، اتصل بـ «ما» ، و «ما» تؤكد الذّم اسم موصول في محلّ رفع فاعل «بئس».
وقال البصريّون : إنها زائدة بدليل عدم تأثّر المعنى بحذفها ، وتشبه بزيادتها «من» الزّائدة في قوله تعالى : (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) كما تشبه «ما» الزّائدة في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) وهي غير زائدة في قوله تعالى : (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بل هي شرطيّة وجوابها مقدّر والتّقدير : فأيّ إيمان يأمر بعبادة عجل من دون الله تعالى.
كذلك «إن» هي غير زائدة في قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) والتّقدير : أنا أوّل العابدين إذا قيل لله ولد.
وردّ البصريّون تشبيه «إن» لتوكيد النّفي بـ «ما» ، بتوكيد «إن» في الإثبات «باللّام» بقولهم :هذا خطأ ، لأنّ توكيد الإثبات إثبات وليس نفيا ، أمّا توكيد النّفي أي : نفي النّفي فيكون إثباتا.
اصطلاحا أيضا : «إن» الزّائدة غير الكافّة ولها
__________________
(١) من الآية ٩٣ من سورة البقرة.