فيما أميل من الألفات التي هي صلة للضمائر مثل : «أراد أن يعرفها قبل».
مانع لمانع الإمالة : وقد تأتي موانع تحول دون منع الإمالة ، وتتلخّص في وجود «الرّاء» المكسورة المجاورة للألف ، إذ أنها تمنع الحرف المستعلي مع «الرّاء» أن يمنعا الإمالة ، لذلك تقع الإمالة في قوله تعالى : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ،) «فالرّاء» المكسورة المجاورة للألف تمنع حرف الاستعلاء «الصّاد» من أن يمنع الإمالة. وكذلك نميل في قوله تعالى : (إِذْ هُما فِي الْغارِ) حيث منعت «الرّاء» المكسورة المجاورة «للألف» حرف الاستعلاء «الغين» في كلمة «الغار» من أن يمنع الإمالة. وكذلك تجوز الإمالة في قوله تعالى : (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) فوجود «الرّاء» المكسورة المتّصلة بالألف منعت «الرّاء» المفتوحة من أن تمنع الإمالة وكذلك تقع الإمالة في قوله تعالى : (دارُ الْقَرارِ) حيث منعت «الرّاء» المكسورة المجاورة للألف ، حرف الاستعلاء وهو «الرّاء» المفتوحة من أن تمنع الإمالة وبعضهم يجعل «للرّاء» المنفصلة عن «الألف» بحرف حكم المتّصلة بها كقول الشاعر :
عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر |
|
بمنهمر جون الرّباب سكوب |
حيث وردت كلمة «قادر» ممالة مع وجود الفاصل بين «الرّاء» المكسورة والألف وهو حرف «الدّال» فلم يمنع الإمالة رغم وجود حرف الاستعلاء «القاف» قبل الألف.
إمالة الفتحة : تمال الفتحة إلى جهة الكسرة في ثلاثة مواضع :
١ ـ إذا وقعت الفتحة قبل الألف بشرط أن تكون هذه الفتحة الممالة في حرف مثل : «إلّا» لوجود الكسرة قبلها ولا في اسم يشبهه الحرف ، فلا تمال «على» لأن الألف ترجع إلى الياء فتقول : «عليك» ، و «عليه» ، ولا تمال الفتحة في : «إلى» لأنها مسبوقة بكسرة والألف بعدها ترجع إلى «الياء» فتقول : «إليه ، إليك» ويستثنى من ذلك «ها» ، و «نا» فمنعوا الإمالة فيهما فقالوا : «مر بنا وبها» ، و «نظر إلينا وإليها» بينما أمالوا شذوذا في «أنّى» ، و «متى» ، و «بلى» ، و «لا» ، في قولهم «افعل هذا إمّا لا» وذلك لأنها غير أسماء من جهة ولانتفاء السّبب في الإمالة من جهة أخرى. لذلك فإمالتها شاذّة.
٢ ـ إذا وقعت الفتحة ، قبل «الرّاء» المكسورة ، في غير «ياء» وهما متّصلان ، كقوله تعالى : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)(١) حيث وقعت الفتحة على «الباء» أي على غير «الياء» ومتّصلة «بالرّاء» المكسورة فتقع الإمالة ، أو هما منفصلان بساكن غير «ياء» ، مثل : «من عمرو» حيث فصل حرف الميم السّاكن بين الفتحة على العين و «الرّاء» المكسورة ، أمّا في مثل : «أعوذ بالله من الغير» فلا تمال الفتحة لأنها وقعت على «الياء» رغم وجود «الرّاء» المكسورة ولا تمال كذلك في مثل : «أعوذ بالله من قبح السّير ومن غيرك» ففي كلمة «السّير» وقعت الفتحة على «الياء» رغم وجود «الرّاء» المكسورة بعدها. وفي كلمة «غيرك» فصل بين الفتحة على «الغين» ، و «الرّاء» المكسورة فاصل ساكن هو «الياء» فلم تمل.
٣ ـ إذا وقعت الفتحة قبل «هاء» التأنيث لشبه هاء التأنيث «بألف» التّأنيث في المخرج والمعنى والزّيادة والتطرّف والاختصاص بالأسماء ، فتقول :«رحمة» ، و «نعمة» وهذا يكون في الوقف خاصة.
__________________
(١) من الآية ٨ من سورة مريم.