همزة متحرّكة ، فيجوز أن تنقل حركتها إلى السّاكن قبلها كهمزة القطع في قولك : «من ابوك» والأصل : «من أبوك» ومنع ذلك النقل البصريّون لأن نقل همزة القطع لا يمنع من أنها تثبت عند الوصل ، ولا يجيزون نقل همزة الوصل ، لأن نقل حركة معدومة غير جائز ، ولو أجيز نقلها لجاز إثباتها في الوصل ، فنقول : «قام ألرّجل» وهذا غير وارد ، وردّوا على الكوفيين في قراءتهم «مريبن الذي» ليس السّبب فيها نقل حركة همزة الوصل في «الذي» وإنّما كانت الحركة منعا لالتقاء ساكنين.
وأمّا فتحة ، «ميم» «الرحيم» في من قرأ قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) فعلى أنه نعت مقطوع على النّصب أي : مفعول به لفعل محذوف تقديره «أعني» وما ذلك إلا بعد أن تكرّرت النّعوت فأتبع الأوّل وقطع الثاني على النّصب كما يجوز قطعه على الرّفع باعتباره خبرا لمبتدأ محذوف ، وأما قراءة أبي جعفر قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) فضعيفة جدا باعتبار القياس وذلك لأسباب ثلاثة.
١ ـ يجوز نقل حركة همزة الوصل الى السّاكن قبلها وليس قبل همزة «اسجدوا» ساكن بدليل كون «الملائكة» اسم مجرور «باللّام» وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة.
٢ ـ لا يجوز نقل حركة همزة الوصل الى المتحرّك قبلها وكلمة «الملائكة» مجرورة.
٣ ـ ضمّت آخر كلمة «الملائكة» إتباعا لضمّة همزة الوصل التّابعة «لجيم» الفعل «اسجدوا».
اجتماع همزتين : إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة وكانت ثانيتهما ساكنة تقلب الثّانية حرفا يجانس الأولى ، فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة تقلب الثانية ألفا مثل : «آمن» والأصل أأمن ، وإذا كانت الأولى مضمومة تقلب الثّانية «واوا» مثل : «أومن» والأصل : «أؤمن» ، وإذا كانت الأولى مكسورة تقلب الثّانية «ياء» فتقول «إيمان» والأصل «إئمان» أمّا إذا كانت الأولى ساكنة والثّانية متحرّكة أدغمتا إذا كانتا في موضع العين : مثل : «رأّس وسأّل» ، ولا إدغام في مثل : «لم يقرأ أخوك درسه» فالهمزة الأولى ساكنة في آخر كلمة «يقرأ» والثانية متحركة في أوّل كلمة «أخوك» لأنّ الهمزتين ليستا في كلمة واحدة ، وإن كانت الهمزتان متحرّكتين ، تقلب الثّانية منهما «واوا» سواء أكانت الأولى مفتوحة أو مضمومة مثل : «أنت أومّ منه» والأصل : أأمّ منه ، أي : أحسن إمامة ، ومثل ؛ «أويدم» تصغير «آدم» ، والأصل» : «أأيدم» وإن كانتا متحرّكتين فتقلب الثّانية «ياء» إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة ، أو مكسورة ، أو مضمومة مثل : «أيمّة» وبتحقيق الثّانية فتقول : «أئمّة» ، ومثل : «أين» والأصل : «أونن» مضارع «أأننته» أي : جعلته «يئن». حيث نقلت حركة «النون» الأولى من الفعل أؤنن أي الكسرة : إلى الهمزة السّاكنة قبلها فتقول : «أءنن» فاجتمع نونان الأول منهما ساكن والثاني متحرّك فيدغمان ثم تخفف الهمزة الثّانية المكسورة بقلبها «ياء» فتقول : «أينّ». وإذا تحرّكتا وكانت الثّانية مضمومة تقلب «واوا» سواء أكانت الأولى مفتوحة ، أو مضمومة ، أو مكسورة مثل : «أوب» جمع «أبّ» وهو المرعى والأصل «أأبب» فتنقل ضمة «الباء» الأولى إلى الهمزة السّاكنة الثانية قبلها فتلفظ : «أأبب» ثم يدغم المثلان السّاكن أولهما فتصير أأبّ ثم تبدل الهمزة المضمومة الى حرف من جنس حركتها فتصير «أوبّ».
وإذا كانت الثانية مضمومة والأولى مفتوحة في