مفصولة مثل : «أشهد أن لا إله إلّا الله» ارجع : إلى «أن».
٥ ـ «ألّا» المؤلفة من «أن» التّفسيريّة و «لا» النّاهية كقوله تعالى : (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا) في الأرض (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(١) والتّقدير : أن مضمون الكتاب : لا تعلوا في الأرض مفسدين. فتكون «أن» المفسّرة و «لا» النّاهية. ويجوز أن تكون «أن» مصدريّة و «لا» النّافية ؛ فتكون «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر يقع بدلا من «كتاب» ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره : مضمون الكتاب عدم علوّكم في الأرض ... أو هو منصوب على نزع الخافض والتّقدير : بألّا تعلوا والأكثر الفصل بين «أن» التّفسيريّة و «لا» النّاهية ، كقوله تعالى : (فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا) تخافي ولا (تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)(٢) والتّقدير : مناداتك هي : لا تحزني فتكون «ألّا» مؤلّفة من «أن» مع «لا» النّاهية وموصولة بها ، ومثل : «بشّر المجتهدين أن لا يخافوا من النتائج» والتّقدير : بشراهم : لا تخافوا.
إلّا
اصطلاحا : هي بمعنى «غير» وتستعمل صفة لموصوف قبلها إذا كان الموصوف نكرة ، أو معرفة يراد بها الجنس ، مثل : «الإنسان غير الحيوان» أو إذا كان الموصوف جمعا أو شبه جمع ، كقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)(٣) والتّقدير : لو كان في الأرض والسّماء آلهة غير الله لفسدتا. فكلمة «إلّا» بمعنى «غير» وليست أداة استثناء لأنه لو كانت كذلك لأصبح المعنى : لو كان في الأرض والسّماء آلهة ليس ضمنها الله لفسدتا. وهو غير المعنى المراد. وموصوف «إلّا» هو كلمة «آلهة» نكرة حقيقيّة ومعناها : جمع حقيقيّ ومثل : «غيرك إلّا الصادق يستحقّ الثّواب» فكلمة «إلّا» تصلح أن تكون لغير الاستثناء وإلّا يكون المعنى : «غيرك يستحقّ الثّواب إلّا الصادق» وهو غير المقصود وكلمة «إلّا» هي صفة للنّكرة الحقيقيّة «غيرك» وهي شبه جمع. وشبه الجمع هو ما كان لفظه مفردا ويدلّ على متعدّد ومثل :«يتوقّى غضب المعلم الفاشلون إلّا التلامذة» فكلمة «إلا» هي بمعنى «غير» وليست أداة استثناء وإلّا لكان المعنى : يتوقّى الفاشلون غضب المعلم والتلامذة لا يتوقونه. وموصوف «إلّا» هو جمع حقيقيّ معرّف بـ «أل» لكنّه بحكم النكرة.
واختلف في إعراب «إلّا» فمنهم من قال إنّها تقدّر عليها حركات الإعراب كلّها من رفع ونصب وجر لأن «الألف» لا تقبل الحركة بل تقدّر عليها الحركات كلّها للتّعذّر ، ومنهم من قال إنّها نعت لما قبلها ولا تقدّر عليها الحركات ، بل تنقل إلى المضاف إليه بعدها ، فتكون «إلّا» نعتا مضافا وما بعدها مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة منع من ظهورها الحركة المنقولة إليه من «إلّا».
وتختلف «إلّا» عن «غير» الّتي بمعناها بأمرين :
الأول : أنه لا يجوز حذف موصوفها فلا تقول :
«زارني إلّا سمير» بل تقول : «زارني غير سمير» وكذلك الجمل والظّروف فإنّها تقع نعتا ، ولا يجوز أن تنوب عن المنعوت.
الثاني : لا تكون وصفا إلّا حيث يصحّ الاستثناء فيصحّ القول : «عندي درهم إلا دانق» وكلمة «دانق» هي كلمة فارسيّة تعني سدس الدّرهم ،
__________________
(١) من الآيتين ٢٩ ـ ٣٠ من سورة النحل.
(٢) من الآية ٢٤ من سورة مريم.
(٣) من الآية ٢٢ من سورة الأنبياء.