الفعل ، كقوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)(١) فالفعل «أقرضوا» معطوف على الاسم المقرون بـ «أل» وهو المصّدّقين. ومن المعلوم أن الفعل لا يعطف إلّا على فعل مثله ، أو على ما يشبهه ، فكلمة «المصّدّقين» ليست فعلا ولكنها إحدى مشتقاته ، فـ «أل» إذا اسم موصول وليست حرفا.
٢ ـ أنها حرف موصول وليست اسما موصولا وهذا القول ضعيف لأنّ «أل» لا تؤوّل مع ما بعدها بمصدر ، وقد تدخل بقلّة على الجملة.
٣ ـ أنها حرف تعريف ، وهذا القول ضعيف أيضا بدليل انها تدخل على الفعل المضارع ، ولو كانت للتّعريف لأبطلت عمل اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا بمعنى الحال أو الاستقبال فتبعدهما عن الشبه بالفعل ، وقد شذّ وصلها بالمضارع كقول الشاعر السّابق : ما أنت بالحكم التّرضى .. أي : الذي ترضى ... ومثل :
من لا يزال شاكرا على المعه |
|
فهو حر بعيشة ذات سعه |
حيث دخلت «أل» شذوذا على الظّرف «مع» في الكلمة «المعه» والتّقدير : الذّي معه. وكذلك شذّ دخولها على الجملة الاسميّة ، كما في قول الشاعر :
من القوم الرسول الله منهم |
|
لهم دانت رقاب بني معدّ |
والتقدير : الذي رسول الله منهم.
واختلف النّحاة في كيفيّة إعراب «أل» الموصولة وفي صلتها ، فاهتدوا إلى نتيجة مقنعة هي أن «أل» الموصولة مع الصّفة بعدها كالمركب المزجيّ لا يظهر إعرابه إلا على الجزء الأخير منه أمّا صلته فهي ما يسمى بالتّنبيه بالجملة فيكون شبه الجملة بذلك ثلاثة أنواع : الظّرف ، والجارّ والمجرور ، وصلة «أل» ، وإذا وجد في الكلام ما يدلّ على أن «أل» تدل على العهد فلا تكون اسما موصولا بل حرف تعريف ، مثل : «أحببت تلميذا عاقلا فأكرمت التلميذ العاقل».
ألا الاستفتاحيّة
اصطلاحا : هي حرف استفتاح ، قال الزّمخشري : إنّها مركّبة من همزة الاستفهام مع «لا» النافيّة وقال ابن مالك : انها غير مركبة.
والحقيقة أنها غير مركّبة بدليل أنها وقعت قبل «إنّ» ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٢) وقبل النداء ، كقول الشاعر :
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى |
|
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر |
ومثل :
ألا يا اسلمي يا ترب أسماء من ترب |
|
ألا يا اسلمي حييت عنّي وعن صحبي |
ألا التّنبيهيّة
اصطلاحا : هي التي تفيد تنبيه المخاطب على أمر غافل عنه حتى يتنبّه إليه ، كما تفيد تأكيد مضمون الجملة ، وتحقيقه ، وتدخل على الجملة الاسميّة ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٣) وعلى الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) (٤). وتسمّى أيضا : ألا الاستفتاحية.
__________________
(١) من الآية ١٨ من سورة الحديد.
(٢) من الآية ٦٢ من سورة يونس.
(٣) من الآية ٨ من سورة هود.