حذف المضاف إليه : ويحذف المضاف إليه في ثلاث حالات :
١ ـ أن يحذف المضاف إليه وينوى معناه فيبنى المضاف على الضّمّ وذلك عند ما يكون المضاف كلمة «غير» ، أو «قبل» ، أو «بعد» ، أو «حسب» ، مثل : «استشار الولد أباه ليس غير» ، «ولم يستمع لأحد قبل ولا بعد» ، «غير» : اسم «ليس» مبنيّ على الضّمّ في محل رفع وقد حذف المضاف إليه بعده ونوي معناه ، وكذلك «قبل» و «بعد».
٢ ـ أن يحذف المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه فيرجع المضاف معربا كما كان قبل الحذف ويقبل التّنوين ، كقوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)(١) والتّقدير وكلّ فريق. فقد حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه لذلك نوّن المضاف.
٣ ـ أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه ، فيبقى المضاف على إعرابه ، ولا ينوّن ، وتبقى أحكام الإضافة بعد الحرف كما كانت قبله ، وذلك إذا كان المضاف اسما تامّا أي : لا يدل على الغايات مثل : «قبل ، وبعد» ، وأن يعطف عليه اسم عامل في لفظ مشابه للمضاف إليه المحذوف في صيغته ومعناه ، كقول الشاعر :
يا من رأى عارضا يسرّ به |
|
بين ذراعي وجبهة الأسد |
والتّقدير : بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. وقد يكون الاسم العامل في لفظ مشابه للمضاف إليه مضافا ، كالبيت السّابق ، أو غير مضاف ، كقول الشاعر :
علّقت آمالي فعمّت النّعم |
|
بمثل أو أنفع من وبل الدّيم |
والتّقدير بمثل وبل الديم أو بأنفع من وبل الدّيم ، حيث عطف على المضاف كلمة «بأنفع» وهو غير مضاف إلى ما بعده.
نعت المضاف والمضاف إليه : إذا كان النعت بعد المركّب الإضافي مثل : «عبد العزيز ، سيف الدين» ، فيكون تابعا للمضاف ، لأنه المقصود الأساسيّ بالحكم ، إلا إذا قام دليل على أن المقصود بالنّعت هو المضاف إليه ، أو أن المضاف هو كلمة «كل» ، مثل : «جاء أبو عليّ الشجاع» : «الشجاع» : نعت «أبو» مرفوع بالضّمة ، ومثل : «أسرع إلى بذل الجهود الصّادقة لإنقاذ الغريق». «الصادقة» : نعت «الجهود» وهو المضاف إليه ، وذلك لإقامة القرينة التي تدل على أن المنعوت هو المضاف إليه ، وهذه القرينة هي تأنيث كلمة «الصّادقة» تبعا للمنعوت «الجهود».
ومثل : «كلّ أمّ مخلصة هي دعامة الأسرة» «مخلصة» نعت للمضاف إليه «أم» بدليل تأنيث النّعت والمنعوت.
المضاف إلى ياء المتكلم : إضافة الاسم إلى ياء المتكلّم تستلزم أحكاما في ضبط آخر المضاف ، وفي ضبط ياء المتكلم ، ويتبيّن ذلك في ما يلي :
أولا : يجب كسر آخر المضاف ، وبناء ياء المتكلّم على السّكون أو على الفتح في محل جرّ وذلك :
١ ـ إذا كان المضاف اسما مفردا صحيح
__________________
(١) من الآية ٩٥ من سورة النساء.