و «أيّ» الموصولة تجب إضافتها لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، مثل : «أحبّ من الأصدقاء أيّا هو أشدّ عزما» والتّقدير : أيّهم هو أشد ... ولا تضاف «أي» الموصولة إلى النّكرة ، وإنّما تضاف إلى المعرفة الدّالّة على متعدّد حقيقيّ ، أو تقديريّ ، أو بالعطف بالواو ، مثل : «يعجبني أيّهم هو أشدّ إخلاصا لوطنه» ومثل : «اشتر أيّ الثّوب وأيّ الحذاء هو أبدع».
د ـ «أي» التي تكون نعتا لنكرة ، فهي اسم معرب مبهم يزيل المضاف إليه إبهامه مثل :
دعوت امرءا أيّ امرىء فأجابني |
|
وكنت وإيّاه ملاذا وموئلا |
حيث وقعت «أي» نعتا منصوبا لكلمة «امرىء» وهو مضاف و «امرىء» مضاف إليه وتختص «أيّ» هذه بوجوب إضافتها لفظا ومعنى معا ، وأن يكون المضاف إليه فكرة مماثلة للمنعوت في التّنكير واللّفظ والمعنى ، مثل : «استمعت إلى قصيدة أي قصيدة» ، «قصيدة» مضاف إليه نكرة مماثلة للمنعوت في التّنكير واللّفظ والمعنى.
ه ـ «أي» التي تقع حالا ، فهي اسم معرب مبهم يدلّ على بيان هيئة صاحبها المعرفة ويزول إبهامه بالمضاف إليه الذي يجب أن يكون نكرة مذكورة ولا يجوز قطعها عن الإضافة ، مثل : «لله استاذنا أيّ استاذ» «أيّ» حال منصوب وهو مضاف «أستاذ» مضاف إليه.
ثانيا : «مع» تكون على ثلاث حالات :
١ ـ ظرف مكان يدلّ على اجتماع اثنين ، أو ظرف زمان ، أو ظرفا متحمّلا الزّمان والمكان معا ، مثل : «لا راحة لكريم مع دنيء» ؛ «مع» تدلّ على المكان ، ظرف مضاف «ودنيء» مضاف إليه ، ومثل : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(١) «مع» ظرف يدلّ على الزّمان وهو مضاف «العسر» مضاف إليه ، ولكن «مع» لا يدلّ على الاجتماع في هذا المثل إنّما يدل على التّقارب الحاصل بين الوقتين ، إذ لا يجتمع العسر واليسر في زمن واحد ؛ ومثل : «كرّمنا العلماء مع أساتذتنا» ؛ «مع» تدل على اتّحاد الزّمان والمكان معا.
وكلمة «مع» هي ظرف ملازم للإضافة لفظا و «معنى» ، وملازم للإعراب ، فهو منصوب بالفتحة ، وقد يبنى على السّكون ، إلّا إذا وقع بعده حرف ساكن فيبنى على الكسر أو على الفتح ، مثل : «لا راحة مع طغيان الحاكم» ، وكقول الشاعر :
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته |
|
وقد يكون مع المستعجل الزّلل |
حيث يجوز بناء «مع» على الفتح أو على الكسر لأنه تلاها ساكن.
٢ ـ ظرفا بمعنى : «عند» ، ولا يدلّ على اجتماع أو مصاحبة ، معرب ، واجب الإضافة ومجرور بـ «من» التي تدلّ على ابتداء الغاية ، مثل : «الكريم هو الذي ينفق من معه لا من مع اليتيم» : «مع» : ظرف مجرور بـ «من» وهو مضاف «والهاء» في محل جر بالإضافة في الكلمة الأولى ، و «اليتيم» مضاف إليه بعد «مع» الثانية.
٣ ـ اسما لا ظرفا يدلّ على مجرّد اصطحاب اثنين أو أكثر ، معربا منصوبا منوّنا مؤوّلا بالمشتقّ ومفردا ، أي : غير مضاف ويعرب حالا ، مثل : «أقبل الزميلان معا» فكلمة «معا» حال منصوب
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة الإنشراح.