فكلمة «وقت» ظرف يصحّ فيه البناء والإعراب رغم إضافته إلى فعل ماض مبنيّ هو فعل «أكرم». ومثل : «أين نحن من الأمس زمن كان العلم أملا بعيدا؟ وما شأنه في حاضرنا زمن يناله من يريده» حيث أتى الظّرف «زمن» الأولى التي أضيفت إلى الماضي «كان» ورغم ذلك يجوز فيها البناء والإعراب ، وكلمة «زمن» الثّانية ظرف يصحّ فيه البناء والإعراب رغم أنّه أضيف إلى فعل مضارع معرب «يناله» لكنّ الأرجح أن تكون مبنيّة إذا تلاها فعل مبني ، وأن تكون معربة ، إذا تلاها فعل معرب.
سادسا : منها ما يضاف إلى المفرد وإلى الجمل بنوعيها ، مثل : «لدن» وهو ظرف مبنيّ على السّكون ، وهو مبهم يدلّ على مبدأ الغاية الزمانية أو المكانية ، وقد يسبق «لدن» حرف الجرّ «من» الذي يدلّ على مبدأ الغاية ، مثل : «مشيت من لدن الجبل» «لدن» ظرف مبنيّ على السّكون في محل جرّ بـ «من» ، وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين وهو مضاف «الجبل» مضاف إليه ، ومثل : «وتذكر نعمان لدن أنت يافع» حيث أضيف الظّرف «لدن» إلى الجملة الاسميّة «أنت يافع». وكقول الشاعر :
صريع غوان شاقهنّ وشقنه |
|
لدن شبّ حتى شاب سود الذّوائب |
حيث أضيف الظّرف «لدن» إلى الجملة الفعليّة الماضويّة «شبّ».
وقد يقطع الظّرف «لدن» عن الإضافة وذلك قبل «غدوة» ، مثل : «مكثت هنا لدن غدوة حتى المساء» ، وكقول الشاعر :
وما زال مهري مزجر الكلب منهم |
|
لدن غدوة حتى دنت لمغيب |
حيث أتى الظّرف «لدن» مبنّيا على السّكون وقد قطع عن الإضافة وأتى بعده «غدوة» يصحّ فيها الرّفع على أنّها فاعل لفعل محذوف تقديره «كان» ، أو «ظهر» ، أو «وجد» ويصحّ فيها النّصب على أنها خبر «كان» النّاقصة المحذوفة مع اسمها.
ويصحّ أن يحلّ الظّرف «عند» محلّ «لدن» لأنها تفيد معناها ، مثل : «الصّبر عند الصّدمة الأولى» ، ومثل : «السّفر عند السّاعة الثّامنة» وتختلف «لدن» و «عند» بأمور كثيرة منها :
١ ـ ان «لدن» تكاد تلازم الدّلالة على بدء الغاية الزمانيّة أو المكانيّة ، وقد تدلّ على مجرّد الحضور ، أما «عند» فإنها تستعمل للدّلالة على بدء الغاية وعلى الحضور المجرّد ، مثل : «جلست عندك» فلا تدل «عند» في هذا المثل على بدء زمانيّ أو مكانيّ ، ومن القليل النّادر أن تقول : «جلست من لدنك».
٢ ـ تكون «لدن» مبنيّة دائما على السّكون ، أما «عند» فهي معربة عند أكثر العرب.
٣ ـ تكون «لدن» دائما ظرفا مبنيا على السّكون في محل نصب على الظرفيّة ، وقليلا ما تخرج منها إلى «شبه الظّرفيّة» وذلك إذا كان قبلها «من» فتكون مبنيّة على السّكون في محل جر بـ «من».
أمّا «عند» فهي إما ظرف أو مجرورة بـ «من».
٤ ـ تضاف «لدن» إلى الجملة بنوعيها كما تضاف إلى المفرد ، فإن كان الاسم بعدها معربا فيكون مجرورا لفظا ومحلّا وإن كان مبنيّا فيكون مجرورا محلّا فقط ، مثل : «مشيت من لدن الجبل إلى النهر» «الجبل» مضاف إليه مجرور لفظا ومحلّا.