الضّمير العائد المنصوب منفصل ، ولا في مثل :
«رأيت الذي إنّه كريم» لأن العامل في الضّمير المنصوب ليس فعلا ولا وصفا ، ولا في مثل : «أنا التّاركه». لأن العامل هو صلة «أل» وشذّ قول الشاعر :
ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة |
|
ولو أتيح له صفو بلا كدر |
حيث حذف العائد على «أل» شذوذا من الصّلة والتّقدير : ما المستفزّه ..
ويجوز حذف العائد المجرور بالإضافة إذا كان المضاف وصفا غير ماض مثل قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ)(١) والتّقدير : ما أنت قاضيه ، فقد حذف العائد المجرور بإضافة الوصف «قاض». وكذلك يجوز حذف العائد المجرور بالحرف المحذوف معه إذا كان الموصول مجرورا بمثل ذلك الحرف معنى ومتعلّقا ، كقوله تعالى : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)(٢) والتّقدير : تشربون منه حيث حذف العائد المجرور بـ «من» لأن اسم الموصول مجرور بمثل الحرف «من» ولهما متعلّق مماثل هو كلمة «يشرب» للأوّل «ويشربون» للثاني المحذوف ، وكقول الشاعر :
لا تركننّ إلى الأمر الذي ركنت |
|
أبناء يعصر حين اضطرّها القدر |
والتّقدير : الذي ركنت إليه. وشذّ قول الشاعر :
ومن حسد يجور عليّ قومي |
|
وأيّ الدّهر ذو لم يحسدوني |
والتّقدير : لم يحسدوني فيه. وهذا الحذف شاذّ. لأن الموصول أو الموصوف به لم يقع مجرورا بحرف جرّ مثل الذي جرّ العائد المحذوف. وشذّ أيضا حذفه في مثل :
وإنّ لساني شهدة يشفى بها |
|
وهو على من صبّه علقم |
والتّقدير : وهو علقم على من صبّه الله عليه.
وهذا الحذف شاذّ ، لأنّ العائد والموصول جرّا بحرف جرّ مماثل وهو «على» ولكن متعلّق حرف الجرّ الأول هو كلمة «علقم» ، ومتعلّق الثاني «صبّ». والقياس أن يكون المتعلقان مماثلين.
٢ ـ والصّلة التي تحتاجها كلّ الموصولات تكون إمّا جملة أو شبه جملة. فإذا كانت جملة وجب أن تكون خبريّة معهودة معروفة إلّا في مقام التّهويل والتّفخيم فيجوز إبهامها ، مثل : «جاء الذي درس أخوه» فجملة «درس أخوه» جملة فعلية خبريّة هي صلة الموصول ، وكقوله تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)(٣) وفيها تهويل لما غشيهم ، ولا يجوز أن تكون الجملة الصّلة إنشائية ، فلا تقول : «جاء الذي اضربه» ، ولا :«جاء الذي لا تضربه».
وأمّا شبه الجملة فهي إمّا أن تكون ظرفا ، مثل :«جاء الذي عندك» أو جارّا ومجرورا ، مثل : «جاء الذي في البيت» أو صفة صريحة بعد «أل» الموصولة ، مثل : «الحبّ أنت المستحقّة كلّ كلامه». وقد تكون الصّلة بعد «أل» الموصولة مضارعيّة ، كقول الشاعر :
ما أنت بالحكم التّرضى حكومته |
|
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل |
__________________
(١) من الآية ٧٢ من سورة طه.
(٢) من الآية ٣٣ من سورة المؤمنون.
(٣) من الآية ٧٨ من سورة طه.