«سرّني ما نوره ساطع» «ما» تفيد المفرد المذكّر بدليل عود الضّمير المفرد المذكّر عليه ، وكقوله تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ)(١) وفيها تفيد «ما» المفرد المذكّر. ومثل : «أعجبني ما حوته الكتب» «ما» اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل وجملة «حوته الكتب» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وتكون «ما» للمثنّى والجمع المذكّرين والمؤنّثين ، مثل :«أعجبني ما هاجروا ، أو ما هاجرن» «ما» تفيد جمع المذكّر بدليل عود الضّمير وهو «واو» الجماعة إليها أو عود «نون» الإناث في «هاجرن» إليها.
وقد تكون «ما» للعاقل إذا اختلط العاقل بغيره ، وقصد تغليب غير العاقل لكثرته ، كقوله تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٢).
أو إذا دلّت على ذات العاقل وبعض صفاته معا ، مثل : «صاحب ما شئت من الأخيار» أو إذا دلّت على أنواع العاقل ، كقوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(٣) أو إذا دلّت على الشّيء المبهم أمره ، كقولك حين يبدو شيء لا تتبيّنه : «ما أرى؟ ولا أتبيّن ما أراه» وكقوله تعالى : (إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي)(٤) وفيها عدم معرفة الجنين أهو ذكر أم أنثى لذلك استعمل اسم الموصول «ما».
عمل «من» و «ما» في غير الموصولات : قد تكون «من» و «ما» من الأسماء الموصولات أو من غيرها. ففي الموصول كقوله تعالى : (وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) وكقوله تعالى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ ،) وكقول الشاعر :
إنّ شرّ النّاس من يبسم لي |
|
حين ألقاه وإن غبت شتم |
وفيه «من» تدل على المفرد المذكّر العاقل بدليل عود الضّمير عليه في كلمة «ألقاه».
وتصلحان في غير الموصول للاستفهام مثل : ما رأيت؟ من قابلت؟ وتحذف من «ما» الاستفهاميّة ألفها إذا اتصلت بأحد حروف الجرّ ، كقول الشاعر :
إلام الخلف بينكم إلام |
|
وهذي الضّجّة الكبرى علام |
وفيه «إلام» أصلها «إلى ما» فحذفت الألف من «ما» الاستفهاميّة لأنها اتّصلت بحرف الجرّ «إلى». مثلها «علام» تتألف من «على» و «ما».
ومثل : «فيم تنظر؟» و «بم تتكلّم» ؛ وكقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٥) ومثل : «لم التكاسل».
وتصلحان كاسم الشرط ، مثل : «من أكرمت أكرم» «من» اسم شرط جازم فعلين الأول «أكرمت» ماض ، والثاني «أكرم» مضارع ومثل :«ما تعمل أعمل» «ما» اسم شرط جازم فعلين مضارعين هما «تعمل وأعمل». ويصلحان أن يكونا نكرتين بعد «ربّ» ، مثل : «ربّ من علّمته ساعدك» ومثل : «ربّ من كرهته نفعك». والغالب في «من» أن يحلّ محلّها كلمة «إنسان» ، ولا بدّ أن تكون موصوفة ، فإن لم يقع بعدها صفة ، فهي نكرة تامّة بمعنى «إنسان» أيضا. والغالب في «ما» أن تكون لغير العاقل ويحلّ محلّها كلمة «شيء» ،
__________________
(١) من الآية ٩٦ من سورة النحل.
(٢) من الآية ١ من سورة الحشر.
(٣) من الآية ٣٥ من سورة آل عمران.
(٤) من الآية ٩٦ من سورة النحل.
(٥) من الآية ١ من سورة النبأ.