يدلّ على معنى حادث أي : جديد وغير دائم ، وإذا دلّ على معنى ثابت فيجب تغيير صيغته التى تدلّ على الحدوث إلى ما يدل على الثّبوت ، فنقول : كريم ، بخيل ... أو بإدخال قرينة تدلّ على الثبوت وهذه القرينة قد تكون لفظية كإضافة اسم الفاعل إلى فاعله ، مثل : «لي أخ شارف الخلق راجح العقل» والأصل : راجح عقله ، شارف خلقه ، لأن الإضافة تخرجه من صيغة اسم الفاعل إلى الصّفة المشبهة من غير تغيير في لفظه ويتحوّل من معنى الحدوث إلى معنى الثبوت ، وقد تكون القرينة معنوية كقوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فالله سبحانه وتعالى (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) في الماضي والحاضر والمستقبل وفي هذا قرينة معنويّة تدلّ على الثبوت. ومثل : «اللهم أنت ربّي خالق الأكوان» ، فصفة الخلق دائمة عند الله ، وكقول الشاعر :
قف بروما وشاهد الأمر واشهد |
|
أنّ للملك مالكا سبحانه |
فكلّ الأوصاف التي ترجع إلى الله تكتسب صفة الدّوام ويكون هذا من الدّليل المعنويّ على تغيير اسم الفاعل إلى الصّفة المشبّهة.
٢ ـ ويصاغ اسم الفاعل مما فوق الثّلاثي على وزن المضارع المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة. مثل : «أنقذ» مضارعه «ينقذ» واسم الفاعل «منقذ» ، ومثل : «تبيّن» «يتبيّن» «متبيّن». فالفعل يتبين يجب كسر ما قبل آخره لأنه غير مكسور في الأصل. وفي هذه الصّيغة أيضا يجب التّأكيد على صيغة الحدوث بالقرائن كما سبق ليدلّ على أنّ الصّيغة هي اسم فاعل ، أو إدخال قرائن لفظية أو معنويّة تدلّ على الثّبوت وأن الصّيغة هي الصّفة المشبّهة ، مثل : «القمر مستدير الوجه» فكلمة «مستدير» تدل على صفة ثابتة في سطح القمر أي في وجهه ، ومثل : «اللهمّ ربّنا أنت منقذ المظلوم ومساعد المقهور». فالصّفة المنسوبة إلى الخالق هي صفات دائمة بقرائن معنويّة.
ملاحظات : ١ ـ يؤنث اسم الفاعل بزيادة «تاء» التّأنيث في آخره سواء أكان فعله ثلاثيا أو غير ذلك ، لازما أو متعديا ، مثل : «ذاهب» ، «ذاهبة» ، «فاتح» «فاتحة» ، «كاتب» «كاتبة» ، «منقذ» «منقذة» ، «مستدير» «مستديرة».
٢ ـ إذا كان اسم الفاعل مأخوذا ممّا فوق الثّلاثيّ يجب كسر ما قبل آخره سواء أكانت الحركة ظاهرة مثل : «منقذ» ، «مكرم» ، «منطلق».
أو مقدّرة مثل : «استضاء» «يستضيء» ، «مستضيء» وأصلها : «مستضوىء» لأن الألف أصلها «واو» فنقلت كسرة «الواو» إلى السّاكن الصّحيح قبلها أي : إلى «الضاد» ثم قلبت «الواو» «ياء» لسكونها وانكسار ما قبلها. ومثلها :«مستدير» أصلها «مستدور» ، «مختار» أصلها «مختير» التي قلبت فيها «الياء» ألفا لتحركها بعد فتحة.
٣ ـ قد وردت ألفاظ بفتح ما قبل الآخر «شذوذا» ، مثل : «مفعم» «مسهب» «محصن».
٤ ـ وردت ألفاظ من غير الثّلاثيّ على وزن «فاعل» ، مثل : «غاشب» ، «وارش» ، «باقل» «يافع» وهي على وزن «أفعل» : «أعشب» ، «أورس» ، «أبقل» ، «أبقع».
٥ ـ ورد اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ، وهذا نادر كقوله تعالى : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ