ومن شعره (١) :
ألا إن الحديث أجلّ علم |
|
وأشرفه الأحاديث العوالي |
وأنفع كل نوع منه عندي |
|
وأحسنه الفوائد والأمالي |
فإنك لن ترى للعلم شيئا |
|
تحققه كأفواه الرجال |
فكن يا صاح ذا حرص عليه |
|
وخذه عن الشيوخ بلا ملال |
ولا تأخذه من صحف فترمى |
|
من التصحيف بالداء العضال |
ومن شعر الحافظ أبي القاسم بن عساكر أيضا (٢) :
أيا نفس ويحك جاء المشيب |
|
فما ذا التصابي وما ذا الغزل |
تولى شبابي كأن لم يكن |
|
وجاء مشيبي كأن لم يزل |
كأني بنفسي على غرّة |
|
وخطب المنون بها قد نزل |
فيا ليت شعري ممن أكون |
|
وما قدر الله لي بالأزل |
قال السمعاني : وأنشدني لنفسه ببغداد (٣) :
وصاحب خان ما استودعته وأتى |
|
ما لا يليق بأرباب الديانات |
وأظهر السرّ مختارا بلا سبب |
|
وذاك والله من أوفى الجنايات |
أما أتاه عن المختار في خبر |
|
أن المجالس تغشى بالأمانات |
قال السمعاني : وأنشدني لنفسه بنيسابور (٤) :
لا قدّس الله نيسابور من بلد |
|
ما فيه من صاحب يسلي ولا سكن |
لو لا الجحيم الذي في القلب من حرق |
|
لفرقة الأهل والأحباب والوطن |
يا قوم دوموا على عهد الهوى وثقوا |
|
أني على العهد لم أغدر ولم أخن |
ولا تدبرت عيشي بعد بعدكم |
|
إلّا تمثلت بيتا قيل من زمن |
فإن أعش فلعلّ الله يجمعنا |
|
وإن أمت فقتيل الهم والحزن |
__________________
(١) وفيات الأعيان : ٣ / ٣١٠ ، وسير الأعلام : ٢٠ / ٥٦٩ ، شذرات الذهب : ٤ / ٢٣٩.
(٢) سير الأعلام : ٢٠ / ٥٦٩ ـ ٥٧٠ ، وفيات الأعيان : ٣ / ٣١٠ ، ومعجم الأدباء : ١٣ / ٨٦.
(٣) معجم الأدباء : ١٣ / ٨٦ ـ ٨٧.
(٤) معجم الأدباء : ١٣ / ٨٧.