واما ما زعموا من قولهم ان افضل الناس من بعد رسول الله (ص) أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ومنهم من يقول ثم عمر ثم عثمان ثم علي فزعموا ان ابا بكر أفضل من عمر وعمر أفضل من عثمان افضل من علي ، ثم بعضهم ساوى بين علي وعثمان ، ثم يشهدون للعشرة بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن ابن عوف الزهري وأبو عبيدة بن الجراح (١) فيقال لهم ان الله جل اسمه قد اخبر ان الجنة لاهل الطاعة وأهل الطاعة هم الطائعون لرسوله العاملون بأمره المتبعون لسنته بقوله تعالى (ومن يطع الرسول فقد اطاع الله) وقوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وإذا كان ذلك كذلك ثم وجدنا قوما قد خرجو في كثير من افعالهم عن سنن رسول الله (ص) وقصدوا مخالفته وعصوا امره وابتدعوا في دينه ما لم يأذن الله به ولا رسوله مع قول الرسول (ص) كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فقد صح عندنا بطلان شهادتهم له بالجنة وايجابهم لهم التزكية وقد وجدنا تسعة من هؤلاء العشرة الذين يزعمون انهم من أهل
__________________
(١) وقد الف علماوهم الذين يقولونهم مؤلفات عديدة في مناقب العشرة فهذا العلامة الحافظ محب الدين أبو جعفر أحمد بن عبد الله الطبري شيخ الحرم المكي المولود بمكة في جمادى الاخرة سنة ٦١٥ والمتوفى جمادى الاخرة سنة ٦٩٤ الذي قال فيه لذهبي الفقيه : الزاهد المحدث كان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز. قد الف كتابا ضخما في فضائلهم في مجلدين سماه (الرياض النضرة في مناقب العشرة) وقد طبع بمصر سنة ١٣٢٧ أور فيه ما دب ودرج وكال لاوليائه من الفضائل والمناقب كيلا جزافا وفيه الكثير من المخازي والمخرفات ما يضحك الثكلى فارجع إليه ان شئت فسترى العجائب والغرائب من هذا العلامة الحافظ.
(الكاتب)