كتابه الغدير (١) والعلامة ابن المغازلي في كتابه المناقب (٢) ان عثمان بن عفان الذي كان حاضرا وشاهدا لتلك الواقعة والمفخرة العلوية في غدير خم هو أحد رواة حديث الغدير «من كنت مولاه فعلي مولاه».
٥ ـ مراجعة عثمان إلى علي عليه السلام في رجم امرأة
أخرج الامام مالك في الموطا وغيره في كتبهم التفسيرية والحديثية باسنادهم عن بعجة بن عبد الله الجهني ، قال : تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماما لستة أشهر ، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان ، فاخبره القصة ، فامر برجمها ، فبلغ ذلك عليا عليه السلام ، فاتاه فقال عليه السلام : ما تصنع؟
قال عثمان : ولدت تماما لستة أشهر ، وهل يكون ذلك؟
فقال علي عليه السلام : أما سمعت الله تعالى يقول : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (٣) ، وقال : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (٤) فكم تجده بقي إلا ستة أشهر؟
فقال عثمان : والله ما فطنت لهذا ، علي بالمرأة ، فوجدوها قد مرغ منها ـ يعني أنها رجمت ـ.
__________________
(١) الغدير ١ : ٥٣ ، المناقب للسروي ٣ : ٢٥.
(٢) المناقب لابن المغازلي : ٢٧ ح ٣٩.
لو اعتمدنا الاحاديث المروية في العشرة المبشرة ـ وثالثهم عثمان بن عفان ـ وكذا لو اعتمدنا ما رواه ابن المغازلي عن مسند نيسابور لابي القاسم فضل بن محمد الابيوردي ـ المتوفى ٥١٨ ه ـ حول حديث الغدير وقوله : إن هذا الحديث روي عن أكثر من مائة طريق منهم العشرة المبشرة الذين سمعوا النبي صلى الله عليه واله يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
لا يشك أحد أن عثمان يعد أحد رواة هذه المنقبة الجلية لعلي بن أبي طالب عليه السلام.
(٣) الاحقاف : ١٥.
(٤) البقرة : ٢٣٣.