(كل نفس ذائقة الموت) والنفس ايضا ذات الشئ الذي يخبر عنه
كقولهم : فعل ذلك فلان نفسه ، إذا تولى فعله. واعطى كذا وكذا بنفسه. والنفس ايضا
الانفة ، كقولهم : ليس لفلان نفس ، أي لا أنفة له. والنفس ايضا الارادة ، يقولون
نفس فلان في كذا وكذا اي ارادته. قال الشاعر : فنفسان نفس قالت ائت ابن بجدل * تجد
فرجا من كل غم تهابها ونفس تقول اجهد بحال ولا تكن * كخاضبة لم يغن شيئا خضابها
ومنه أن رجلا قال للحسن : يا أبا سعيد لم احجج قط إلا ولي نفسان ، فنفس تقول لي احجج
، ونفس تقول لي تزوج. فقال الحسن : انما النفس واحدة ، ولكن هم يقول احجج ، وهم
يقول لك تزوجل وامره بالحج. وقال الممزق العبدي : ألا من لعين قد نآها حميمها * وأرقها
بعد المنام همومها فباتت له نفسان شتى همومها * فنفس تعزيها ونفس تلومها والنفس
ايضا العين التي تصيب الانسان ، يقال أصابت فلانا نفس أي عين. وروي ان رسول الله
صلى الله عليه وآله كان يرقي فيقول : «بسم الله ارقيك والله يشفيك من كل داء هو
فيك من عين عائن ونفس نافس وحسد حاسد». وقال ابن الاعرابي : النفوس التي تصيب
الناس بالنفس. وذكر رجلا فقال : كان والله حسودا نفوسا كذوبا. وقال عبدالله بن قيس
في الرقيات : يتقي أهلها النفوس عليها * فعلى نحرها الرقى والتميم والنفس أيضا من
الدباغ مقدار الدبغة ، يقال اعطني نفسا من الدباغ أي قدر ما ادبغ به مرة. والنفس
ايضا الغيب ، يقول القائل : اني لا اعلم نفس فلان ، أي غيبه. وهذا هو تأويل قوله :
(وتعلم ما في نفسي ، ولا اعلم ما في نفسك). أي تعلم غيبي وما عندي ، ولا اعلم
غيبك وما عندك. وقيل ان النفس ايضا العقوبة ، من قولهم : احذرك نفسي اي عقوبتي.
وبعض المفسرين حمل قوله تعالى :
(ويحذركم الله نفسه) على هذا المعنى. كأنه قال : يحذركم
الله عقوبته. روي ذلك عن ابن عباس والحسن. وآخرون قالوا : معنى الآية ويحذركم الله
اياه. فان قيل : فما وجه تسمية