في هذا القول لرأينا انه ليس له من قيمة تشفع له في تصحيح اطلاق اللفظ على المعنى المدعى سوى هذه الاسس الهدامة التي يوحيها الوهم وليس لهذا القول الذي ارسله بعض العلماء! وهو «ان للعرب في لسانها ان تخبر عن ابن العم اللاصق والقريب المقارب بانه نفس ابن عمه» صورة في الخارج الا هذه الصورة المغلوطة التي قامت على اساس الوهم والخيال صورها وحي العقيدة.
ولعل القارئ يفهم من التعبير «ان للعرب في لسانها ان تخبر» ان العرب لم تخبر وانما يريد ان يجيز لهم ان يخبروا عن ابن العم اللاصق بانه نفس ابن عمه.
ولو اخبروا عن ابن العم بالنفس لكان حق التعبير «ان العرب اخبرت» ولما لم يكن شئ من ذلك اراد ان يتحكم ليصرف ذلك الفضل عن علي امير المؤمنين عليه السلام.
على ان اللغة توقيفية لا يجوز ان يتصرف بها باي نوع من انواع التصرف فما ورد من الالفاظ نستعمله فيما ورد فيه سواء كان على سبيل الحقيقة أو المجاز أو الكناية وما لم يرد فلا يصح استعماله ولم نقف في معاجم اللغة ولا في موارد الاستعمال التي بين ايدينا على صحة هذا الاستعمال.
وما ذكره من الشواهد لا تدل على اكثر من اطلاق النفس على الاخ في الدين وهذا صحيح بنص القرآن الحكيم لايستطيع ان ينكره احد ، ونحن لا ندعي ان عليا نفس رسول الله حقيقة وانما الدعوة ان الله سبحانه نزل نفس علي عليه السلام منزلة نفس رسول الله صلى الله عليه وآله