يدعو نفسه لم يصح ان يتوجه دعاء الانفس الا الى علي بن ابي طالب عليه السلام ، إذ لم يكن بحضرته ـ بعد من ذكرنا ـ غيره ممن يجوز توجه دعاء الانفس إليه ، ولو لم يكن ذلك كذلك لبطل معنى الاية.
قال النوشجاني :
«فانجلى عن بصري ، وامسك المأمون قليلا ثم قال يا أبا الحسن «إذا اصيب الصواب انقطع الجواب»
هذه هي الكلمة المتصفة ما جاءت عابرة ولا هي خاطرة جرت ما قصد بنطقها الى دلالة الالفاظ وانما هي بيان لفهم مدلول اللفظ المطابقي واعتراف منه بالحقيقة التي لا مفر منها ، والحق احق ان يتبع وحرى بالعاقل ان لا يندفع وراء تيارات نفسية كانت تسوق الكثيرين الى مناجزة رجل كل جرمه وجريرته انه علي ابن ابي طالب. هذا كل جرمه.
ومن نوادر قصة المباهلة ما ذكره بعض العلماء ـ ولم يسمه الشريف الرضي ـ من ان للعرب في لسانها ان تخبر عن ابن العم اللاصق والقريب المقارب بانه نفس ابن عمه وان الحميم نفس حميمه. ومن الشاهد على ذلك قوله تعالى «ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب» اراد تعالى ولا تعيبوا اخوانكم المؤمنين فاجرى الاخوة بالديانة مجرى الاخوة بالقرابة وإذا وقعت النفس عنده على البعيد النسب كانت اخلق ان تقع على القريب النسب ..
لعل هذه النظرية محاولة اخرى لصرف النفس عن المراد منها وانكار هذه الفضيلة ليعسوب الدين .. ونحن إذا ما قبلنا النظر وانعمنا القسر