موسى وثانيهما عيسى فاخو قريش هذا مرسل الى قومه ويقفوه من بعده ذو الملك الشديد والا كل الطويل يبعثه الله عز وجل خاتما للدين وحجة على الخلائق اجمعين ثم تأتي من بعده فترة تتزايل فيها القواعد من مراسيها فيعيدها الله عز جل على الدين كله فيملك هو والملوك الصالحون من عقبه جميع ما طلع عليه الليل والنهار ، من ارض وجبل وبر وبحر يرثون ارض الله عز وجل ملكا كما ورثها وملكها الابوان آدم ونوح. يلقون ـ وهم الملوك الاكابر ـ وفي مثل هيئة المساكين بذاذة واستكانة ، فاولئك الاكرمون الاماثل لا تصلح عباد الله وبلاده الا عليهم ينزل عيسى ابن البشر على اخرهم بعد مكث طويل شديد لا خير في العيش بعدهم وتردفهم رجراجة (واخراجة) طغام في مثل احلام العصافير ، (و) عليهم تقوم الساعة وانما تقوم على شرار الناس واخا فيهم فذلك الوعد الذي صلى به الله عز وجل على احمد كما صلى به على خليله ابراهيم (ع) في كثير مما لاحمد من البراهين والتأييد الذي خبرت به كتب الله الاولى. حارثة ـ فمن الاثر (الامر) المستقر عندك ابا وائلة في صدق هذين الاسمين انهما لشخصين لنبيين مرسلين في عصرين مختلفين؟.
العاقب ـ أجل
حارثة ـ فهل يخالجك في ذلك ريب أو يعرض لك فيه ظن؟
العاقب ـ كلا والمعبود ان هذا لاجلي من يوخ (١) ـ واشار الى جرم الشمس فاكب حارثة مطرقا وجعل ينكث الارض عجبا.
__________________
(١) يوخ بالمثناة الشمس