الأمور الطبيعية ، فيكون
كل واحد من هذا الفاعل وهذه الغاية ذاتا واحدة بالعدد ، بل أمرا معقولا يشترك عند
العقل من أنها فاعلات وغايات ، ويكون ذلك الأمر المعقول مقولا عليها.
إذا قيل للأول عقل فإنما يعنى به العقل
بالمعنى البسيط ، لا بالمعنى المفصل ، حتى تكون المعقولات خارجة عن ذاته ، لازمة
له على ما ذكرنا ، فلا تكون ذاته متكثرة بتلك اللوازم التي هى المعقولات إلا تكثرا
إضافيا ، الذي لا يتكثر به الشىء فى حقيقته وماهيته.
ليس علوّ الأول ومجده هو تعقل الأشياء ،
بل علوه ومجده بأن تفيض عنه الأشياء معقولة ، فيكون بالحقيقة علوه ومجده بذاته لا
بلوازمه التي هى المعقولات. وكذلك الأمر فى الخالق ، فإن علوه ومجده بأنه حيث يخلق
، لا بأن الأشياء خلقه ، فعلوه ومجده إذن بذاته.
تحليل القياس : مثاله أن النظر فى أمر
الزمان من الأمور التي تلزم كل حركة. وكل نظر من أمر يلزم كل حركة ، فهو مناسب
للنظر فى أمر المكان. لأنه : «من الأمور التي تلزم كل حركة» هى الصغرى ، فكأنه قال
: النظر فى أمر الزمان من الأمور التي تلزم كل حركة ، وكل نظر فى أمر يلزم كل حركة
، فهو مناسب للنظر فى أمر المكان ، فالنظر فى الزمان مناسب للنظر فى المكان.
العرض نوعان : أحدهما هو الذي إذا
تصورته لم تحتج أن تنظر إلى ما هو خارج عن ذاته. والثاني هو الذي لا بد لك فى
تصوره أن تنظر إلى ما هو خارج عن ذاته. والقسم الأول نوعان : أحدهما هو الذي سببه
يقع على الجوهر : المقدار والقسمة والأقل والأكثر. وهو الكمية. الثاني أن لا يكون
كذلك ، وهو حالة فى الجوهر لم تحتج فى تصورك إياها إلى ما هو خارج عن ذاته ، وهو
الكيفية. مثال الكمية : العدد والطول والعرض والعمق والزمان ، ومثال الكيفية : الصحة
والسقم والعفة والتعقل والعلم والقوة والضعف والكلام والطعم وما شاكلها. وكذلك
التدوير والتطويل والتثليث والتربيع. والقسم الثاني سبعة أنواع : أحدها الإضافة ،
وهى حالة للشىء يكون كونه بسببه ، وبه يعلم أن آخر مقابله ، مثل الأبوة للأب من
جهة أن الابن موجود مقابل له ، وكذلك الصداقة والأخوة والقرابة؛ و«الأين» ، وهو
كون الشىء فى مكانه ، مثل أن يكون أعلى أو أسفل؛ و«المتى» وهو كون الشىء فى الزمان
، مثل كونه أمس وغدا ، و«الوضع» وهو حال وضع أجزاء الجسم فى