أنه من البين بنفسه أن بعض الأشياء يمكن فيها أن تتكون وألا تتكون فإنه إنما صار قولنا في الشيء ممكن أن يكون غير قولنا فيه إنه كائن وموجود من جهة أن الممكن الوجود غير الضروري الوجود وذلك أن ما كان كونه في المستقبل واجبا فسيصدق عليه القول بأنه موجود في وقت من الأوقات ضرورة مثل وجود الاعتدال بين الانقلابين. وأما ما ليس يصدق فيه القول بأنه موجود الا في الزمان الحاضر فليس هو مستحيلا ألا يوجد ، مثال ذلك أنه إن كان المشي ممكنا لزيد فقد لا يمشي وإذا تبين أن بعض الموجودات ليس يجب كونها ، فهل هي كلها هكذا أم فيها ما يجب كونه ضرورة فنقول : إنه كما أن في الأشياء الموجودة أشياء لا يمكن أن تعدم وألا توجد مثل الامور الضرورية الوجود ، وأشياء موجودة يمكن ألا توجد وأن تعدم كذلك الأمر في الأشياء الكائنة منها ما يمكن ألا (١) يكون ومنها ما هو واجب أن يكون مثل حلول الشمس في نقطتي الانقلابين ونقطتي الاعتدالين ، فإنه واجب أن يحدث ولا يمكن له أن لا يحدث وإذا تقرر هذا فعلى أي جهة ليت شعري يمكن وجود التتابع الضروري والتتالي في المادة الممكنة. فإنه لا يخلو أن توجد تلك الأشياء من قبل أنها متناهية ذوات أوائل وأواخر أو من قبل أنها غير متناهية. وغير المتناهية صنفان إما غير متناهية من جهة الدور وإما غير متناهية من جهة الاستقامة. فأما المتناهية فيظهر أن كون المتقدم فيها واجب ضرورة متى وجد المتأخر ومثال ذلك أن كون الاساس
________________
١ ـ سقطت ورقة من مخطوط باريس فنقلها عن مخطوط اكسفورد ٧٣ و.