والا يوجد والأشياء التي يمكن فيها (١) أن توجد وألا توجد هي الأمور الكائنة الفاسدة لان الأشياء [توجد] على ثلاثة اضرب بعضها موجود دائما وبعضها معدوم دائما وبعضها موجود في وقت معدوم في آخر وهذه غير كل واحدة من ذينك. وذلك أن ما كان موجودا دائما فليس يمكن فيه أن يعدم في وقت من الاوقات وما كان معدوما دائما فليس يمكن فيه أيضا أن يوجد في وقت من الأوقات. وإذا كانت الأشياء الكائنة الفاسدة بهذه الحالة ، فالاشياء التي بهذه الحال هو الموجود لها الأمران ، فالاشياء الكائنة الفاسدة احد اسبابها ضرورة هو الشيء القابل للإمكان ولما كان الشيء القابل للإمكان هو السبب الهيولاني فأحد أسباب الكائنة الفاسدة هو السبب الهيولاني ضرورة. وأما السبب الذي يجري مجرى الخلقة والصورة وهو الغاية في الكون فينبغي أيضا أن يكون سببا ثانيا لهذا السبب وكذلك أيضا السبب الثالث ينبغي أن يضاف اليها ، وهو السبب الفاعل الذي اغفل القدماء ذكره. فإن منهم من اكتفى بالسبب الذي على طريق الصورة عن هذا السبب قالوا إن للأشياء صورة وماهيات مفارقة وإن كون هذه الأمور المحسوسة هو عن المادة القابلة وعن هذه الصورة الفاعلة المفارقة وأنها هي التي تحرك (٢) صور هذه الأشياء المحسوسة في المواد بمنزلة أفلاطون؛ ومنهم من اكتفى بالسبب الهيولاني فقط وهو الحار والبارد والرطب واليابس فقال إن صور هذه الأشياء إنما تحدث عن اختلاط هذه وامتزاجها من قبل ذاتها فقط لا من قبل محرك لها من خارج قالوا
___________________
١ ـ فيها : أ ؛ فيه : ب ، م.
٢ ـ تحرك : أ ؛ تتحرك : ب ، م.