رسالة
في بيان اصطلاحات النسابة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جعل شرف الأنساب واسطة عقد المكارم مجدا وفخرا وجعل قبائل السادات سادات القبائل فهم أعلى العالمين وصفا وذكرا ، والصلاة على المجتبى من نسل معد والمختار من قبيلة عدنان ؛ الذي هو أصوب سهم استخرج من كنانة بفيض الملك المنان ، وعلى أولاده الطيبين وعترته الطاهرين.
أما بعد فان علم النسب من أجل العلوم قدرا ، وأرفعها ذكرا ؛ وقد ذكر النسابون فيه ألغازا لا يهتدي اليها إلاّ من طالب دراسة للأنساب ، وأوتي الحكمة وفصل الخطاب ، وقد أحببت أن أبينها لينتفع بها الطلاب ، منها قولهم «صحيح النسب» وهو الذي ثبت عند النسابة بالشهادة وقوبل بنسخة الأصل ونص عليه باجماع المشايخ النسابين والعلماء المشهورين بالأمانة والعلم والصلاح والفضل وكمال للعقل وطهارة المولد. «وأما مقبول النسب» فهو الذي ثبت نسبه عند بعض النسابين وأنكره آخر فصار مقبولا من جهة شهادة شاهدين عدلين فحينئذ لا يلتفت الى خط نسابة لم يكن منصوصا عليه من بعض المشايخ النسابين إن نفي أو ألصق ، فحينئذ لا تساوي مرتبته بمرتبة من اتفق عليه إجماع النسابين ولا يرجع الى قوله «وأما مردود النسب» فهو الذي ادّعى الى قبيلة ولم يكن منهم ثم علموا تلك القبيلة ببطلانه ثم منعوه عن دعواه فصار حكمه عند النسابة أنّه مردود النسب خارج عن البيت الشريف «وأما مشهور النسب» فهو من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه فحكمه عند النسابة مشهور عند العامة مجهول في النسب بخلاف بعضهم.