اولجايتو محمد وولاّه نقابة نقباء الممالك بأسرها العراق والري وخراسان وفارس وساير ممالكه ، وعانده الوزير شهاب الدين الطبيب ، وأصل ذلك أن مشهد ذي الكفل النبي عليهالسلام بقرية بير ملاحا على شط التاجية بين الحلة والكوفة واليهود يزورونه ويترددون اليه ويحملون النذور اليه ، فمنع السيد تاج الدين اليهود من قربه ونصب في صحنه منبرا وأقام فيه جمعة وجماعة ، فحقد ذلك الرشيد الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم واختصاصه بالسلطان. وكان السيد شمس الدين حسين بن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق ، وكان فيه ظلم وتغلب فأحقد سادات العراق بأفعاله ، فتوصل الرشيد الطبيب واستمال جماعة من السادات وأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حكايات ردية فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره وكان به حفيا فأشار عليه أن يدفعه الى العلويين وأوهمه انّه اذا سلّمه اليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع ، وليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر ، فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين ابن الفقيه وكان سفاكا جريا على الدماء ، وقرّر معه أن يقتل السيد تاج الدين وولديه ويكون له حكم العراق نقابة وقضاء وصدارة ، فامتنع السيد جلال الدين من ذلك وقال : إني لا أقتل علويا قط. ثم توجه من ليلته الى الحلة فطلب الرشيد السيد ابن أبي الفائز الموسوي الحائري وأطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه فامتنع من ذلك وهرب الى الحائر من ليلته.
وعلّق السيد جلال الدين ابراهيم بن المختار في حبالة الرشيد وكان يختصه بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين ويقرّبه ويحسن اليه ويعظّمه ، حتى كان يقول : أي شغل يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين ، فأطمعه الرشيد في نقابة العراق وسلّم اليه السيد تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين علي فأخرجهم الى شاطي دجلة وأمر أعوانه بهم فقتلوهم ، وقدم قتل ابني السيد تاج الدين قبله عتوا وتمردا موافقة لأمر الرشيد «وإن لم يكن رشيدا» وكان ذلك