وسبعمائة ، قتله بنو محاسن بدم صفي الدين بن محاسن ، وكان السيد قد أمر به فرفس فمات ، وقتلوه قتلة شنيعة ، ورخص لهم في ذلك أدينة حاكم بغداد ، وكان السيد زين الدين جليلا كريما ؛ وأما جلال الدين أبو القاسم فكان فقيها زاهدا فلما قتل أخوه زين الدين توجه الى حضرة السلطان غازان وتولى النقابة الطاهرية والقضاء والصدارة بالبلاد الفراتية ، وقتل كلّ من حل في قتل أخيه وتجرى على الفتك وسفك الدماء وطالت حكومته ، وأعقب من ابنه نقيب النقباء بهاد الدين داود.
وأما الفقيه تاج الدين أبو الغنائم محمد بن الفقيه أبي طاهر يحيى وكان زاهدا نقيبا فأعقب من ابنه شرف الدين عبد الله. ومن ولد كمال الشرف أبي الفضل علي نقيب النقباء ابن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل علي ويقال لولده بنو أبي الفضل بسوراء ، النقيب صفي الدين أبو الحسين زيد بن النقيب جلال الدين علي بن النقيب أبي الحسين زيد بن أبي الفضل المذكور له عقب ؛ ومنهم عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي ؛ وكان عالما زاهدا نقيبا نسابة أعقب من ولده أبي عبد الله الحسن الملقب بعز الدين النقيب العالم الزاهد النسابة ، وأعقب أبو عبد الله الحسن من ولده أبي تغلب عميد الدين علي الكريم الزاهد التقي الورع ، وأعقب عميد الدين علي من ولده أبي محمد جلال الدين الحسن النقيب النسابة الفاضل الزاهد وكان ذا كرم وشجاعة ، وأعقب جلال الدين الحسن من ولده أبي تغلب عميد الدين علي بسوراء المدينة ، له شهرة عظيمة وكرامات كثيرة وفضائل جمّة بعد آبائه الطاهرين ، وكان في غاية الزهد يلبس الصوف ويأكل الشعير ؛ وكان ذا مال جزيل أنفقه في سبيل الله تعالى وكان حليما شجاعا عالما نقيبا له قدم ثابت في كلّ فن من العلوم وفضائله أجلّ من أن تحصى.
أعقب من خمسة رجال ، جلال الدين الحسن (١) الكريم الزاهد ، كان أيضا يلبس
__________________
(١) جلال الدين بن علي هذا هو الذي التمس (هذا الكتاب) من مصنفه ؛ فصنفه باسمه. م ص