فانك لست منا! قال
: وممن أنا؟ قال : سل أمك تخبرك. فسألها فقالت : والله أنت اكرم منهم نفسا ووالدا
ونسبا ، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك آل الله في حرمه وعند بيته ؛ فكره قصي المقام
دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة
ففعل.
ولما صار إلى مكة
تزوج إلى حليل بن حبشة الخزاعي ابنته جي وكان حليل يلي أمر
الكعبة ؛ وعظم أمر
قصي حتى استخلص البيت من خزاعة وحاربهم وأجلاهم عن الحرم وصارت اليه السدانه
والرفادة والسقاية ، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة في البوادي فاسكنها الحرم ولذلك
سمّي مجمعا قال الشاعر :
ابوكم قصي كان
يدعى مجمعا
|
|
به جمع الله
القبائل من فهر
|
وبنى دار الندوة ،
وهي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا تجتمع فيه قريش إلا فيها ؛ فصار له مع
السدانة والرفادة والسقاية النداوة واللواء وهو ابن «كلاب» وأسمه حكيم ، وانما
سمّي كلابا لأنه كان يحب الصيد فجمع كلابا كثيرة يصطاد بها وكانت اذا مرت على قريش
قالوا هذا كلاب بن مرة يعنون حكيما فغلبت عليه ، وفيه يقول الشاعر
حكيم بن مرة ساد
الورى
|
|
ببذل النوال وكف
الأذى
|
أباح العشيرة
افضاله
|
|
وجنبها طارقات
الردى
|
وهو ابن «مرة» بن «كعب»
بن «لؤي» بن «غالب» بن «فهر» وهو في كثير من الأقوال جماع قريش فكل من ولده فهو
قرشي وهو ابن (مالك) وهو جامع قريش في قول آخر ؛ وهو ابن «النضر» واسمه قيس ،
وإنما سمّي النضر لوضاءته وجماله ؛ وهو جامع قريش في أصح الأقوال ، وانما سميت هذه
القبيلة قريشا لتجمعها والتجمع والتقرش بمعنى واحد وقيل : لا بل لجمعها لانهم
كانوا تجارا. وقيل : بل التقرش التفحص والتفتيش ، وكان النضر او ابنه مالك او فهر يتفحص
عن الرجال المحتاجين والمضطرين ليعينهم ، وقيل : بل كان دليلهم الى الشام رجل