أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة ومنع الناس من السير إلاّ بخفارة ومنعه أمير القافلة من ذلك ، فهمّ بالغارة عليها وتحدّث الناس بذلك فقال ابن شاذان لأمير القافلة : أرسلني اليه برسالتك. وكان يعرفه طيبا ، فقال له : أي شيء تقول له؟ قال : أمضي وأقول له : يا هذا نحن قوم من فارس وغيرها من البلدان لا نسب لنا في العرب ولا رغبة ، فجاء أبوك الينا فضرب أدمغتنا بالسيوف وقال تعالوا حجّوا هذا البيت فقلنا له السمع والطاعة ، وجئنا على أن نحجّ اليه جئت أنت الآن وقلت لا أدعكم إلاّ بدراهم لا تجب فان لم تطيعوني لا أمكنكم إن كان قد بدا لكم فالله قد أقالكم ونحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك. فضحك منه ، وقال : هذا. إن سمعه العلوي منك قتلك. وأنفذ غيره في الرسالة واصطلحا وسار الناس الى حجّهم.
ومن هذا المليط رهط المليطة والملطة أيضا ؛ قال ابن طباطبا : فمن ولد محمد الثائر أبو جعفر محمد المليط بن محمد أبي عبد الله بن محمد المليط بن الحسن بن جعفر بن الكاظم عليهالسلام. وعندي أن الحكاية التي حكاها التنوخي عن هذا أبي جعفر محمد المليط بن محمد بن محمد المليط الكبير ، فان الأول كان متقدّما على زمن ابن الداعي وكان بالمدينة وثار بها وقتل جماعة من بني جعفر أيام الفتنة وكاتبوا في عزله عنها ، والثاني قبره ببغداد. قال ابن طباطبا : والملطة لهم عدد وانتشار ، ومنهم فرسان حمزة ، ومنهم بالبصرة طائفة لهم قوّة وشوكة شديدة. وأكثر الملطة اليوم بالحجاز ، ومنهم بالعراق قوم.
والثاني من ولد الحسن بن جعفر بن الكاظم عليهالسلام علي الخواري (١) وأعقب من إثني عشر رجلا ما بين مقل ومكثر منهم موسى المعروف بالعصيم ابن علي بن الحسين بن علي الخواري ، له عقب وذيل طويل ، منهم «آل فاتك» ابن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى المذكور ، يقال لهم الفواتك منهم علي
__________________
(١) في بعض النسخ المخطوطة (الحواري) بالحاء المهملة.