الاختلاف الواقع فيه.
ونقل عن بعض المتأخّرين في حواشيه على الحديث المشار إليه : أنّه ليس المراد بالمباهلة اليوم المشهور ، بل المراد به الاغتسال لإيقاع المباهلة مع الخصوم في كلّ حين كما في الاستخارة (١). وقد وردت به رواية صحيحة في «الكافي» (٢) ، وكان ذلك مشهورا بين القدماء.
أقول : ما ذكره رحمهالله هو الظاهر من الموثّقة المذكورة ، لعدم ذكر لفظة «يوم» فيها ، واحتياج ما فهمه الأصحاب على ارتكاب تقدير مخالف للأصل ، لكن لا بأس به بعد أن فهم الأصحاب ذلك منها ، لكون فهمهم من أقوى وأعلى أمارات على ارتكاب التقدير.
وكان مراده من الصحيحة المرويّة في «الكافي» صحيحة أبي مسروق عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ ثمّ ساق الخبر. إلى أن قال ـ : فقال لي : «إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة» ، قلت : وكيف أصنع؟ قال : «أصلح نفسك ثلاثا» وأظنّه قال : «وصم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبانة فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه» (٣) الحديث.
قوله : (وأوّل ليلة من رمضان).
يدلّ عليه رواية سماعة عن الصادق عليهالسلام قال : «وغسل أوّل ليلة من شهر رمضان مستحبّ» (٤).
__________________
(١) نقل عن الحواشي المنسوبة إلى المولى محمد تقي المجلسي في الحدائق الناضرة : ٤ / ١٩٠.
(٢) الكافي : ٢ / ٥١٣ الحديث ١.
(٣) الكافي : ٢ / ٥١٣ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٧ / ١٣٤ الحديث ٨٩٣٢.
(٤) الكافي : ٣ / ٤٠ الحديث ٢ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤٥ الحديث ١٧٦ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١٠٤